سنجعل من أزمة كورونا محطة لإثبات الذات الصحفية بالمغرب وإلا سنقدم أنفسنا قرابين ل”كفيد 19″

عبدالمجيد مصلح

مجالنا الإعلامي السمعي البصري وكل ماله علاقة بالمنطوق والمسموع والمكتوب في وطننا لم يستطع مسايرة الركب الفكري الإنساني لمدة سنوات خلت، عشنا فيها في سنوات الرصاص حركات تكتونية (مرتبطة ببعضها) يأخدنا فيها المد الإعلامي الى مرحلة الخوف من البوح والكتابة وأحيانا يقدم فيه بعض الزملاء الشرفاء أنفسهم قرابين ليستمر البوح والكلمة عند الآخرين، فمن منكم عاش أو عايش هذه الأيام وهل تتذكرون شيء منها، أم هذه التحولات الأسبيرينية مسحت حقبة مزهوة راح رجالها وماتبقى منهم يقود اليوم قطار التسيير بمحرك جديد لكن بفرامل العهد السابق..
وكم سجل هذا الجسم الإعلامي من وقفات نضالية ليس من أجلكم ولكن من أجل أن تلمع صورة هذا الوطن خارجيا وتمسح من أعين المراقبين والأعداء صور العتمة الحقوقية في مجال حرية التعبير .
ماذا يعني عندكم تقسيم المقسم ونخر هيكل أقسم أن يشارك في مسلسل التغيير والتعديل، وماذا يمكن أن يستفيد دعاة التقسيم إن أصبح ماء الإعلام المغربي غورا فمن يأتيكم بإعلام معين.
لقد مر المشهد الإعلامي بهزات مريرة وحروب طاحنة بيعت فيها الضمائر وتحولت المبادئ إلى خردة في سوق النخاسة، وانقسمت المؤسسات المعنية بالإعلام إلى دويلات وإمارات وأحزاب ونقابات، وأصبحت ملفات الصحفيين تناقش سرا في دهاليز الجلسات الخاصة وتناقش فيها ملفات الصحفيين تماما كما تفعل مكاتب الأقسام الأمنية الخاصة، بل تحولت بعض أسماء الإعلاميين الى أسماء ممنوعة من الصرف وسجلت أخرى في لوائح الصرف الصحي من المهنة فهل بهكذا سلوكات سنحمي الوطن وسنحمي الجسم الإعلامي الذي أصبح نصفه الأعلى يعيش بالزبونية والمصلحة الشخصية وأما النصف الثاني فهو في غرفة الإنعاش..نعم الجسم الإعلامي في غرفة الإنعاش ونصفه العلوي تحول إلى آمر بالصرف دون رقيب ولا محاسب.

قد يعجبك ايضا
Loading...