درس في اللغة
الأخبار المغربية
كلنا بعد ما دقت الجائحة صفارة الإنذار هرعنا الى القفاز والكمامة وهي الملاذ الأول والأخير للوقاية من سموم الغاز والفيروسات، وبعدما نلبس هذا الواقي تتشابه وجوهنا ونتعلم على الأقل أن نصمت قليلا لأن السكوت حكمة.
طلعت علينا جرائد ومواقع بخبر تحمل صورة الملك وسارعت بكتابة عناوين ضخمة عن جلالة الملك يظهر بالكمامة الطبية وهو أمر جد عادي باعتبار أننا في زمن الحذر والخوف من العدوى، وتظل عيونكم تشاهد ملايين البشر بالكمامات والأقنعة الواقية معنى أنه لاغرابة أن تشاهدوا الملك بقناع طبي واقي وهو يزاول مهامه الطبيعية كدائما، ولابأس هنا أن نفتح معكم دردشة لغوية عن الكمامة بكسر الكاف كِمَامَةُ العَامِلِ: مَا يَضَعُهُ العَامِلُ أَوِ الجُنْدِيُّ عَلَى وَجْهِهِ اتِّقَاءَ الغَازَاتِ السَّامَّةِ
كِمَامَةُ الزَّهْرَةِ : غِطَاؤُهَا، غِلاَفُهَا
فلابأس أن نؤدي للغة معناها طالما أن الكلمة التي تهافت الكتاب على وضعها في عناوين ضخمة لها مرادفات ومعاني كثيرة وتفيد مانريد وقد تفيد عكس ما نريد ونكون قد أخطأنا الصواب وتتحول الكلمة من تنميح إلى تحقير أو مايشبه ذلك.
والشاهد في هذا النبش اللغوي أن نقول للكتاب المنتشرين هذه الأيام خدوا حدركم في كتابة بعض الكلمات التي قد تحول معنى المقال إلى حادثة لغوية كارثية، أو على الأقل فلابأس من استعمال قليل من الشكل حتى لايسهل على القارئ فهم المعنى وحتى لايتم شكلها وتحويلها إلى شيء آخر يفسد الدرس والشرح.