فرنسا تلغي امتحانات الباكلوريا هذه السنة فهل سيصل فيروس إلغاء الباكالوريا إلى المغرب؟

متابعة/ مديحة ملاس

خبر كالفاجعة نزل على التلاميذ والطلبة الفرنسيين بإلغاء الإمتحانات الكتابية لأقسام الباكلوريا بسبب فيروس كوفيد 19، قرار أضاف إلى الفرنسيين كابوسا آخر قد يزلزل وزارة التعليم الفرنسية ولربما تصل شرارته إلى المغرب على اعتبار أن لدينا مدارس فرنسية بالبلد وأن الحجر الصحي فرض إغلاقا مؤقتا للمدارس والجامعات وكل المؤسسات التعليمية، غير أننا نتابع تطورات هذا الملف منذ إعلان فرض الإغلاق وما أعلنت عنه وزارة التربية والتعليم من أن الدروس لن تتوقف وستتم متابعتها عن بعد، خاصة بالأقسام الإعدادية والثانوية، وبالفعل نشرت الوزارة الوصية عن التعليم مواقع للتتبع والتحصيل في كل المواد عن طريق روابط إلكترونية وكذا التلفزة المدرسية بقناة المغربية والثقافية والرابعة .
إلى هذا الحد كل شيء جميل وبدأ التلاميذ يستأنسون بالدراسة الإلكترونية وعن طريق الشاشة، وأصبحت لدينا ما يسمى بالأقسام الإفتراضية التي اختلط فيها الحابل بالنابل على التلاميذ وعلى الأساتذة الذين اكتشفوا على أن هذا البرنامج الإفتراضي هو ترقيعي أسبيريني لم ينفع في شيء، وأن أكثر من 60% من التلاميذ لا يستطيع تحيين البرامج عن طريق الكومبيوتر ولا يتابع في الوقت الذي تعطي فيه الوزارة أرقاما لا نعرف من أين وكيف توصلت بها، لأن نتائج التحصيل الإفتراضي هو نموذج لا يعرفه حتى الكبار فكيف للتلاميذ أن يبلغوا نتائج التحصيل وغالبيتهم لا يملك حاسوبا ولا هاتفا جوالا ولا كيف يتابع الدروس بطريقة البعد الإفتراضي لأن مستويات التلاميذ متفاوتة وجل هؤلاء المتتبعين لا نعرف ظروفهم الإجتماعية ومدى رغبتهم في المتابعة والتحصيل، ونحن نعرف مستوى أبنائنا وبناتنا داخل الفصل ونعرف طبيعة التمدرس داخل المدارس العمومية والحرة.
كثير من الأولياء الذين يخشون على مستقبل أبنائهم يتساءلون هل سيكون هذا العام سنة بيضاء؟ وكيف للوزارة أن تراقب الوضع التعليمي والعالم لا يزال في حيرة من أمره بخصوص الوباء، وهل مدة الحجر الصحي ستطول كما أعلنت عنه الدول الكبرى التي لازالت تحصي قتلى الفيروس ولا تعطي أي انفراج في الأفق .
ومايهمنا هنا هو هل فعلا وزارة التعليم تعي الوضع الذي آل إليه التمدرس الإفتراضي؟ وهل هي واتقه في النسب والأرقام التي تعطيها للرأي العام؟ وهل الأسر تتابع خطوات التحصيل عن بعد عن طريق الأجهزة الإلكترونية وشاشات التلفزة؟ كلها أسئلة دامغة تفرض على دوي الأمر توضيح هذه الملابسات قبل أن تخرج علينا هذه الوزارة بقرار مفاجئ يزيد ضغط الأولياء والتلاميذ على السواء؟ وعلى وزير التعليم أن يخرج للرأي العام ويوضح لنا طبيعة النتائج المحصل عليها عن طريق المتابعة والتواصل مع الأساتذة المكلفين بالسير التعليمي الإفتراضي.
لقد فاجأتنا فرنسا بقرار إلغاء الامتحانات الكتابية لأقسام الباكالوريا ومنها قد تتخذ قرارا آخر يفيد السنة البيضاء، ورغم أن فرنسا اليوم غارقة في المصابين والموتى ورغم هبوط الاقتصاد في مجوعة من القطاعات، فإن الدولة تراقب الوضع التعليمي الفرنسي وتوليه اهتماما بالغا باعتباره ميدانا حيويا لها، ونحن لازلنا منهمكين في رخصة “لمقدم” ودوريات الأمن والسلطة ضد الخارجين عن قانون الحجر الصحي، وأطفالنا يراقبون الأخبار متى ستفرج وقد تغيرت ساعاتهم البيولوجية بشكل خطير ولافت، ووزارة التعليم تكتفي بإشهارات قد لايتابعها إلا القليل، وبرامج تعليمية صباحية لانعرف مقدار المتتبعين لها، وفي الجهة الأخرى عمدت مدارس حرة على جمع أرقام هواتف التلاميذ وصنعت مجموعات وأقسام على “الواتساب” تحاول عبرها إعطاء دروس وتمارين وتطبيقات تبدو نتائجها فاشلة لأن الأساتذة الافتراضيين الذين تعودوا على 32 تلميذا داخل الفصل يجدون أنفسهم يتواصلون مع نصف هذا العدد وثلثه وأحيانا خمسه، فكيف إذن لانخشى على أن تفاجئنا الوزارة بسنة بيضاء إذا زاد الحجر الصحي وبلغ شهر رمضان ودخل بعده العيد لنطل منه على العطلة الكبرى.


الباحثة الاجتماعية مديحة ملاس

قد يعجبك ايضا
Loading...