عبدالمجيد مصلح
ذكرني ما حصل في أحياء عمالة البرنوصي بأيام السيبة وبالمثل المغربي الذي يقول (هذا حكاك لبيرو ولي بغا شي يدير يديرو) هي فوضى الزجر لكن بترخيص قانوني اسمه كسر كل شيء تجده في طريقك حتى بنادم (إلى جا قدامك) وإلا ماذا نسمي الحادث الذي حصل بتراب عمالة مقاطعات البرنوصي، حينما هجم مجموعة من رجال السلطة مآزرين برجال الأمن على حي شعبي وشرعوا في تحطيم عربات الباعة المتجولون وهي مملوءة بالخضر والفواكه، استغلوا وقت دخولهم إلى البيوت وكسروا كل ما تحمله هذه العربات دون شفقة ولا مراعاة وضع اجتماعي لهؤلاء الذين لا يملكون غير دريهمات معدودات لسد رمق أبنائهم المحتجزين قصرا بقوة الحجر الصحي، لقد انتشرت في هذه الأيام تصرفات شاذة من قبل بعض أعوان السلطة غير مبالين بما قد يترتب عن ذلك من تفجير للوضع، ثم إن طريقة محاربة الباعة المتجولين لا تشبه الأيام الفائتة التي كان الوضع فيها مستقرا وكانت الدولة تجد حلولا لهؤلاء على اعتبار أنهم فئة هشة ولا معين لهم غير عربة فواكه وخضر توفر لهم خبزا ورغيفا وكثير من الكرامة، أما هذا الوضع اليوم فهو بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر في كل حين على يد رجال السلطة والأعوان والأمن وصمت السادة العمال الذين لا يراقبون الوضع عن قرب حتى تحل المصيبة التي قد ينتشر عدوى مفعولها في مناطق أخرى، ونحن ومن باب الخوف على الوضع العام ببلدنا ندعو عامل البرنوصي وعمالا آخرين التحلي بالانضباط أثناء مزاولة المهام لأن المشهد الذي تركه رجال السلطة وراءهم وصورة التحطيم الكامل لأرزاق هؤلاء البسطاء قد يجر هؤلاء إلى التمرد وكسر هذا الحجر الصحي الذي يحمي شعبا كاملا من ويلات الإصابة، ولا بأس أن نتابع وضع الدول الأوروبية المجاورة وما فعل فيها فيروس الوباء لأنها استهترت بالخروج وعدم الامتثال لقانون الحجر الصحي وحظر التجوال، نتمنى لبلدنا السلامة والأمان، ونتمنى أن يصل فحوى الرسالة إلى من يهمه أمر الوطن.
https://youtu.be/nMo4GK-kHvM
https://youtu.be/nMo4GK-kHvM
https://youtu.be/nMo4GK-kHvM