بقلم: مديحة ملاس
باحثة في الشؤون الإجتماعية
كل التدابير الإحتياطية الوقائية للحد من انتشار هذه الجائحة الوبائية كانت جيدة تفاعل المغاربة معها إما خوفا من الموت أو خوفا من المخزن , ولكن منذ عشرين يوما لم نسمع قط أي خبر عن السجناء المحبوسون طوعا وكرها بأحكام في دور السجون المغربية ما أحوالهم وما هي التدابير التي اتخدت لحمايتهم باعتبارهم إخوتنا يقضون أحكاما قضاها الله عنهم , وهل سجلت هناك حالة داخل هذه المؤسسات باعتبار أنهم يحتكون مع حراس السجن أو مع ممرضين في قاعات العلاج , وهل الدولة نسيتهم وهل تصلهم منشورات وزارية تحسيسية عن الفيروس , وماذا أعدت إدارة السجون لكل هؤلاء حتى لاتصلهم العدوى بشكل من الأشكال كما حصل في سجون إيطاليا ,
مثل هذه الأزمات التي لم يسبق للمغرب أن شهدها حيث تأكد للرأي العام الوطني نقصا فادحا في مواجهتها خاصة تلك التي قد تأتي من صنع الإنسان كالحروب أو ما شابه ذلك , لكننا استفربنا لكون الإعلام الرسمي لم يأتينا بشيء يخص السجناء الموزعين في مؤسسات الحبس بالمغرب أحوالهم ولا كيف استقبلوا هذه الفاجعة وكيف كان نفسيتهم وأحوال دويهم , ولا تحكرت جيوش المنظمات الحقوقية لتعطينا صورة عن أوضاعهم داخل مؤسسات السجن , ونحمد الله على أن الكارثة ليست طبيعية بل هي فقط فيروس يتحرك ويقتل باللمس واللعاب والكحة .
وهي فرصة لنا كمجتمع مدني وإعلام مستقل أن نضع في حساباتنا أن السجون معنية بالإهتمام في حالة الأزمات الكبرى أكثر من الذين ينعمون بالحرية ولا يقدرونها تماما كما فعل جمهور الجهلة الذين خرجوا الى شوارع طنجة وفاس ينقلون ريح العدوى الى الأصحاء .
نتمنى أن تكون حالتهم الصحية جيدة محفوظة كما بقية المغاربة خارج أسوار الحبس , وهي فرصة لكل الذين يتمتعون بالحرية وهم الآن محبوسون في منازلهم لايخرجون إلا للحاجة الملحة أن يتذكروا معنى أن تغلق عنك الأبواب وتمنع من حرية الحركة , وهي فرصة لكي نتابع أحوال كل المسجونين لأن حياتهم أمانة في أعناق الدولة والمجتمع .