عبدالمجيد مصلح
الصورة ليست مفبركة ولا فوطوشوب ولكنها صورة التقطت حديثا من إحدى شوارع جنوب فيلاديلفيا من أمام متجر للأسلحة، فهل هو أمر روتيني باعتبار أن الشعب الأمريكي يعشق الرصاص والسلاح ولازال بعضهم يعيش زمن الكوبوي؟ أم أن الأمر أكبر من هذا؟ في الولايات المتحدة الأمريكية ويحكمه رئيس يبيع الأرواح بالدولار، لا نستغرب أن تتحول أزمة فيروس كورونا “كوفيد19” هذا إلى عصيان مدني أمريكي خاصة وأن شعب العم سام رقم قوته الإقتصادية والهيمنية قد تنزلق الأمور من تحته تماما كما سقطت امبراطوريات عظمى كانت تسيطر وتحكم وتدير دفة الأمور خارج حدودها، وحتى لا نبتعد عن صلب الموضوع لماذا يصطف هؤلاء الأمريكان في طابور لاقتناء الأسلحة في هذا الوقت العصيب الذي نزلت فيه مؤشرات الاقتصاد إلى الحد الأدنى، وأغلقت المدن على ساكنتها وتحولت بيوت البشر إلى مخازن الأكل وانتشرت المدرعات العسكرية والأمن في شوارع العالم، ثم ما سر خروج البارجات الأمريكية إلى مياه المحيط؟ وهل هذا الفيروس لا يجيد السباحة في المياه الأمريكية وجنود المارينز محصنون بمصل الحياة؟ أسئلة غزيرة مشعرة تتقاذفها ألسنة المهتمين ماذا يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية؟.
في ولاية بنسلفانيا وبالضبط بفيلاديلفيا يعرف السكان جيدا ما قيمة الأسلحة في الساعات العجاف، ويدركون لغة الاستباق المجتمعي حين يشعرون بخوف قادم، وفي لغة الأمريكان وجود سلاح في البيت معناه وجود ضحية أو ضحايا وإلا ما معنى أن نشتري السلاح لنزين به خزانة أو نمسح خرتوشاته استعدادا لعملية ما، لقد حاولنا استقراء هذه الصورة وحاولنا ربطها مع هذا الحدث الفاجعة ولم نجد بدا من استنتاج صغير هو أن هؤلاء الواقفون في طابور أمام متجر السلاح كما وقفوا في طوابير ب”السوبيرماركات” لم يتجمعوا من قبيل الصدفة، وليسوا من رواد القنص الغابوي وليسوا من هواة الرماية، هم مواطنون يحملون رخصا قانونية لإطلاق الرصاص ليس على وحيش الغابة ولكن ربما على أشخاص قد تصيبهم رصاصة قناص مرخص قبل أن يصيبهم فيروس كورونا..