البئرالجديد…ما هي جهود خطباء الجمعة في مكافحة الفساد والإرهاب

عبدالمجيد مصلح

إن الله حرم الظلم و أوجب العدل وجعل ذلك أساس الاجتماع وتوعد الظالمين بعقاب شديد وكثير من الذين يخرجون للإرهاب إنما يدعون الظلم ويعتقدون أنهم ظلموا فإذا كان الإسلام قد حرم الظلم ومنعه، واجب على الحكام والولاة العدل، ونشر العلم الصحيح الذي يزيل الغش ويمنع الانحراف فإن ما نراه الآن من تنامي ظاهرة المفسدين والإرهابيين، إنما بسبب سوء الفهم، الله سبحانه وتعالى أوجب طاعة ولاة أمور المسلمين وحرم الخروج عليهم ما لم يظهروا كفراً بواحاً بيناً عند الناس من الله عليه برهان وإلا فلا يجوز الخروج ولو ظلموا ولو نال الإنسان منهم ظالماً لأن مفسدة الخروج تفوق مرات كثيرة مفسدة الظلم على أحد الأشخاص.
فالإسلام يحرم الأفعال الخارجة عن قواعده السمحة والتي تتضمن الهلاك والعدوان والظلم وسفك الدماء وغيرها من الأفعال الخارجة عن القانون الإسلامي، سمات عديدة و متنوعة أغلبها تعتمد على السرية في التخطيط والتنفيذ، والهدف واحد، تهديد الأمن الاجتماعي في البلاد.
فاستخدام الإسلام كستار، لنشر الشائعات وخدمة أغراض سياسية واستراتيجية أو أي أنشطة أخرى يولد جو من عدم الاستقرار، وللحفاظ على الأمن وسلامة المواطنين، من الاضطرابات، فإن الأجهزة الأمنية تقوم بمجهودات كبيرة لمحاربة هذه الظاهرة وكافة الظواهر الإجرامية، رغم صعوبة المهمة والمتمثلة في عمل المخربين الذين يفضلون العمل في الظلام ويمنعون العلم والتكنولوجيا ويحولون شعوبهم إلى عقول بلا فكر ويعتبرون من يخالفهم كافر، والغاية هي الوصول لكرسي الحكم في أي بلاد عربية وإسلامية، أما الوسيلة قد يتم تبريرها حتى لو كانت وسيلة ضد الدين، كل شئ مباح وإن كان الغش في التجارة (بيع أي شئ) المهم هو الحصول على المال، لأن لديهم قناعة خاصة أن المجتمعات التي يعيشون فيها مجتمعات كافرة كل قوانينها كافرة وحكامهم كافرون كما أن لهم رؤية خاصة في البيعة على خلاف الرؤية الإسلامية ويعتمدون على التكفير بل يحاولون إقناع الناس بأن وصولهم للحكم واجب شرعي ولا يؤمنون بعقيدة بل يعتنقون فكر الخوارج القائم على القوة والعنف وبذلك فهم يفرضون آرائهم على المجتمع بقوة السلاح ولا يأخذون الفتاوى من منابعها في القرآن والسنة ولكن يأخذون الفتاوى من فقهاء متطرفين ويرددون أقوالهم وهذا يشوه صورة الإسلام…
فجماعة العدل والإحسان والروافض المغاربة (الإثنا عشرية) والسلفية الجهادية المغاربة والملحدة والنصارى المغاربة وغيرها من الجماعات المخالفة لشرع الله لا يعترفون بالقوانين الداخلية التي تمنع التعصب مع أصحاب الديانات الأخرى ولا يعترفون بوقائع وسيرة السلف كما لا يعترفون بالإعلان العالمي لحقوق الانسان، لأن التعصب الأعمى لديهم جعلهم لا يرون أي شيء إلا من خلال معتقد أنهم يرون إما ترحيل المخالفين لهم في الديانة عن مجتمعهم أو إبادتهم لأنهم غير مؤهلين فكرياً في التعايش مع الآخر وهذا أكبر تشويه للإسلام ومخالف لثوابت العقيدة، وهنا يبرز دور خطباء الجمعة والأئمة (البئرالجديد) في ترسيخ وسطية الإسلام وتسامحه مع الآخر وكشف وسائل العصابات ومن أجل ذلك ينبغي أن يركز خطيب الجمعة وذلك انطلاقا من دعوة عاهل البلاد الملك محمد السادس، لمكافحة ومحاربة الإرهاب، على عقيدة الأمة ووحدة الصف واستقرار البلاد لتظل الجبهة الداخلية قوية ومتماسكة.
فالمرحلة تستدعي ضرورة الاهتمام بمسببات الفاسد والإرهابي وإيجاد الحلول العلمية وتضافر الجهود لمحاربتهم ومعالجة أسبابهم، وفتح قنوات الحوار، واستغلال مناسبة حلول رمضان المبارك، والإسراع بأخذ المبادرة وجعل المواطن والوطن وبناءهما هدفا للتنمية وهي ماضية في هذا البناء، ودعم القضايا العربية العربية…

قد يعجبك ايضا
Loading...