الأخبار المغربية
نشرت جريدة الهجرة 24 مقالا قوي اللهجة عنونته ب “هل عودة أمين عام مجلس المجتمعات المسلمة إلى باريس نهاية مغامراته بالإمارات؟”…ماذا يعني الإمارات في هذا وما تعني كلمة المغامرات، صحيح أن الشأن الديني بأوروبا هو في مختبر التحليل وقد يدخل غرفة العمليات بقيادة الخبراء الأوروبيين على رأسهم فرنسا باعتبارها تأوي كل الفصائل الإسلامية والجامعات وعلى اعتبار عدد المسلمين فيها ، لكن دعونا نعيد قراءة المقال لكن من الداخل وتصاعديا ، فقد تفيد خلاصة القراءة إلى أن دولة الإمارات تحضر شيء أو أنها تناور بالنيابة عن اليمين المتطرف الأوروبي وهو أمر مبطن يفيد الكثير من الخوف والتساؤل عن مصير الشأن الديني المغربي بأوروبا وعن الخطاب الإسلامي الوسطي الذي يسعى المغرب إلى جعله نموذجا متميزا يحفظ أوروبا من هول الظلامية وينشر ثقافة التعايش واحترام حرية المعتقد وهذا جزء مهم وبالغ مما تخطط له أوروبا لكن هل فعلا نجح المغرب في وضع ارضية هذا النموذج وتعميمه بين الأوساط المسلمة في أوروبا بعدما سيطر الفكر السلفي الجهادي بين صفوف أبنائنا إلى درجة استقطاب الشباب المغربي ليصبحوا دعاته بل وأمراء في الجماعات التكفيرية( أنصار الشريعة نموذج) وضف إليهم فرسان العزة وقادة في قاعدة بن لادن وبعدها ضباط في جيوش داعش ومن نجى منهم فقد التقطته حسينيات قم الإيرانية حيث أضحى الفكر الصفوي الحاضنة الدعوية لأبنائنا
طنجة العالية في مساجد بروكسيل؛ هذه الخريطة التي يفهم ألغازها خبراء الشأن الديني في إدارات الرباط هم من كانوا وراء تعيين المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، وهم من وقعوا تعيينات مجلس الجالية المغربية وهم من ينسقون مع رابطة الأئمة وهم من يتابعون أنشطة مساجد أوروبا إلى جانب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وهم وهم وهم من يراقبون جيدا تحركات أتباع الإمارات التي كادت أن تضع يدها على الشأن الديني بأوروبا بعدما تمكنت من أخد مقعد رابطة العالم الإسلامي الذي تم طردها من بلجيكا وهولندا وفرنسا كذلك. وفي عودة لدور أوروبا في كل هذا النسيج الذي طغى على سطح القرارات السياسية نفهم مايلي : أن أوروبا تخشى على امنها القومي من اسلمة هذه القارة ولا يهمها من هذه الجاليات إلا ما قد تكسبه سياسيا على اعتبار أن هؤلاء المسلمين هم مواطنون ولهم مثل الذي على أبناء البلد من حقوق وواجبات وأما الشأن الديني فلن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ، وما يدور في فلك الشأن الديني ليس إلا ورقة تقضي بها أوروبا حاجاتها تماما كما تقضيها مع إيران والسعودية َ لكن مادور الإمارات في ذلك ولماذا تسلمت مفاتيح مراقبة الشأن الديني في أوساط الجاليات المسلمة وهل فعلا بدأت في استقطاب او شراء بعض الائمة من فرنسا وبلجيكا وإسبانيا ؟ ولماذا أشار مقال الهجرة 24 إلى مسألة التآمر على النموذج المغربي للتدين ؟ وهل فعلا أن مساجدنا لانخشي عليها من استقطاب جديد من دول الخليج بعدما عجز المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة على تأدية الدور الذي تشرف فيه بتعيينات بالظهير الشريف وأجور تشبه ما يتقاضاه الوزراء وأي دور تلعب رابطة الأئمة التي لم يتغير رئيسها لعشر سنوات وما يزيد حتى بدأت تتعالى شكايات بعض الأئمة الذين وجدوا صدرا حنينا دسما يحتضنهم اسمه الإمارات…. أسئلة محرجة قد لاتستسيغ آذان وزارة الأوقاف ومراقبين الشأن الديني بأوروبا وهو ما سنتناوله في ملفات قادمة حتى نؤكد للرأي العام الوطني أن مايجري في اوروبا وفي الشأن الديني يهم مغاربة الداخل تماما كما يهم ملك البلاد محمد السادس أمير المؤمنين حفظه الله ، ثم لاتنسوا جميعا أن هذه الأمور تدخل أيضا في الأمن القومي للبلاد والحفاظ على استقرارها وحتى لايقال عنا أننا لانتابع شؤون الهجرة وما يهم مغاربة العالم إخواننا في التراب والوطن. يتبع