الأخبار المغربية
عندما تكون الأحكام بحجم الجرم المقترف و يتساوى في الخضوع للأحكام الكبير و الصغير و تعود للسجون هيبتها و ورهبتها في عيون المجرمين و ينتهي مسلسل العفو و لا نقدم للمحاكمة سارق البيضة و نتغاضى عن سارق الدجاجة ب”كامونها” و يختفي السؤال الأزلي “واش كاين الدم”؟ ساعتها ستجد المواطن يقوم بواجب التبليغ دون اللجوء إلى هذه النبرة المتعالية و الوعيد و التهديد، أما أن يُعرض المواطن نفسه و ذويه للخطر من أجل أن ينام المداوم في العسل وينعم بالتنويهات على ظهور المبلغين فهذا غير مقبول، قم بواجباتك أيها الوالي/المراقب العام/العميد الاقليمي/العميد/الضابط/المفتش/الشرطي، التي تتقاضى من أجلها راتبك على أكمل وجه أو قدم استقالتك، المديرية العامة للأمن الوطني تتوفر على رجال أكفاء للقيام بالتحقيقات و فك ألغاز الجرائم، فتبحث أنت عن المواطن ليحلها مكانك؟
على ذكر “واش كاين الدم”؟ عندما أبلغ عن واقعة سرقة محل مغلق أو منزل يغيب سكانه و يكون الرد “واش كاين الدم”؟ أليست هذه قمة الاستهتار؟ دم ماذا؟ دم الأقفال التي قام اللص بتكسيرها أم دم النافذة التي دخل منها؟ مواطن يتعرض لعملية سرقة تحت التهديد و نسأل المبلغ “واش كاين الدم”؟ إفريقي يبيع الكوكايين ونسأل واش بصح؟
فكم من جريمة تم التبليغ عنها انعكست سلبا على المبلغ، لا ضير من تطبيق القانون (فهمناها) لكن أن يعاقب المبلغ الذي تحرك ضميره يعتبر هذا قمة الفساد، المجتمع المدني والإعلام قاموا بعملية التبليغ والتوجيه عن ناهبي المال العام من (علية القوم) و لم تتخذ في حقهم أية إجراءات قانونية تذكر فعمن سيبلغ المواطن؟ أ هنالك جريمة أبشع من سرقة أموال الشعب و أراضيه؟ أناس جعلوا أنفسهم فوق (القانون) و تريدون التبليغ بفقراء و ضعفاء لا حول و لا قوة لهم سرقوا 100 درهم؟ أو سب أحدهم الآخر أو ما شابه ذلك؟