الخطاب الملكي للذكرى 44 لاسترجاع الصحراء المغربية خطاب الجرأة والصدق والدبلوماسية الشجاعة

بروكسيل/ ادريس بن إبراهيم

بعد خطاب العرش السامي وخطاب افتتاح الدورة البرلمانية الخريفية ، تعود الإطلالة الملكية في عيد المسيرة الخضراء لتعيد الحرص والتأكيد الملكي على أن المغرب دخل عهد العقد التنموي الجديد والشعب المغربي قاطبة مدعو أكثر من أي وقت مضى للمشاركة والدخول في عهد الأوراش الكبرى ، نظرا للمكانة الإقتصادية والإجتماعية التي يحظى بها المغرب بعد استكمال وحدته الترابية وصارت الأقاليم الصحراوية جزء واسع في الدينامية الإقتصادية والسياسية خاصة بعد النجاح الدبلوماسي التي أحرزه المغرب داخل مجموعة الدول الصديقة التي سحبت اعترافها بالجمهورية الوهمية وبعد تأكيد المنتظم الدولي بحكامة الاختيار الملكي نحو تنزيل مشروع الحكم الداتي بالإقاليم الصحراوية وبعد النجاح الباهر الذي حققته المملكة الشريفة بعد عودتها للبيت الأصلي داخل أسرة الاتحاد الإفريقي والتي توجت بعقد أزيد من ألف اتفاقية تعاون إفريقي مغربي في شتى المجالات الحيوية التي تهم القارة الإفريقية والتي تحولت إلى قطب اقتصادي عالمي يجذب الإهتمام .
خطاب جلالة الملك محمد السادس هو إشارة مستنيرة للتأكيد على الخريطة الجديدة للمغرب وضرورة التفكير والعمل على تنزيل السياسات القطاعية على المستوى الجهوي وربط الشمال بالجنوب من حيث الانتعاش الإقتصادي والحيوي مع ضرورة توسيع الخريطة الطرقية التي تواكب الرؤية الملكية التي تخدم مصلحة المغرب ومصلحة الدول الإفريقية الصديقة ، وفي هذا المجال أكد جلالته وكعادته أن هذه التنمية القارية لاتأتي بما يفيد الشعوب الإفريقية إلا بوجود مغربي عربي متراص وقوي يفتح الآفاق التنموية وينمي روح التعاون بين شمال القارة السمراء وجنوبها وهذا ما جعلنا يقول جلالته أننا وضعنا قارتنا الإفريقية والمغرب العربي في صلب اهتماماتها لمسايرة التحديات العالمية وضمان الازدهار للشعوب .
خطاب عيد المسيرة إذن هو خطاب تكاملي ، وخطاب يحمل الإشارات الكبرى ليس فقط للشعب المغربي ولكن لشعوب المغرب العربي وللقارة الإفريقية كاملة ، باعتبار أن المملكة المغربية بفضل حكامة جلالته وبفضل الزيارات التاريخية التي قام بها في أزيد من عشرين دولة لتحريك لولب الإقتصاد ، كانت رائدة وأتت أكلها وطنيا وقاريا ، وهذا ما دفع جلالته للتأكيد على الأوراش الكبرى للعقد التنموي الوطني الذي سيجعل من المغرب القطب الحيوي القاري والمرجع الأعلى للسلم الإجتماعي والأمني في العالم.

قد يعجبك ايضا
Loading...