هل يتزعم الأفارقة الأعمال الإجرامية في المغرب؟

عبدالمجيد مصلح

غالبية المتتبعين للحريق المهول الذي عرفته ساحة الأفارقة بالقرب من محطة أولاد زيان بتراب عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، أكدوا أن ما شاهدوه أشخاص يعيشون على شكل مجموعات صغيرة متفرقة لهم فروع في كل مكان بالمغرب، غير شرعيين، قد يكونون ارتكبوا جرائم قتل وسرقة وترويج المخدرات وكل ما له علاقة بالجرائم المنظمة خلال فترة إقامتهم بالمخيم..ليلة الحادث المؤلم أزيد من 33 مهاجرا غير شرعي ارتكبوا أو حاولوا ارتكاب جرائم قتل عمد، أو قتل بغير قصد، وشارع أولاد زيان كان شاهد على الاقتتال الذي ابتدئ داخل المخيم وانتهى في الشارع العام لعصابات إجرامية كانت تنوي السيطرة على ساحة الأفارقة، لأن هذه المنطقة التي تم احتلالها بمباركة من لهم الاختصاص تُدر أموال كثيرة، في رُقعة لا تزيد عن 1000 متر تأسست دولة إفريقية صغيرة تضم جميع الأجناس، لقب رئيس هذه المنطقة The Boss له علاقات داخل المغرب وخارجه يتحكم في كل شيء، وكأي زعيم عصابة لابد من تأسيس مشاريع تساهم في التحكم في أفرادها والمنضوين تحتها، فتم تأسيس داخل المخيم مقاهي وحانات ومحلات للأكلات السريعة ومحلات للحلاقة والتدليك والدعارة وترويج كل أنواع المخدرات وعلى رأسها الكوكايين والأقراص المهلوسة القادمة من الشمال.
في المقابل كانت الدولة المغربية تتعامل مع المهاجرين الأفارقة بكثير من الحيطة والحذر رغم ازدياد عدد عمليات الجرائم التي يرتكبونها، وكلما نشبت توترات أو احتجاجات مضادة حول قضية المهاجرين يتم احتواءها والسيطرة عليها بكل السبل، وتنتهي في الغالب بحفل موسيقي والمناداة بمناهضة العنف والخوف من الأفارقة، فمنذ أن سمح المغرب بتدفق أعداد كبيرة من المهاجرين الأفارقة، قد ارتفعت في الوقت ذاته حدة الخطاب المناهض للمهاجرين وتزايدت رقعة انتشاره، وعلى الخصوص بمنطقة درب الكبير ورياض الولفة والرحمة، وذلك على خلفية الأعمال الإجرامية التي يقومون بها وانتشار بيع الأقراص المهلوسة والكوكايين ودور الدعارة والهجرة الغير الشرعية (أيضا)، إلى أن المهاجرين الأفارقة غالبا ما يكونون ضحايا للجريمة بدورهم، إذ إن الكثير من الجرائم التي يرتكبونها، لا سيما جرائم العنف، يرتكبونها ضد بني جلدتهم.
أمام انتهاك المهاجرين لقوانين الهجرة، وعدم تحمل الدولة المغربية مسؤولياتها تجاههم و إحصاءهم لمعرفة عددهم وإيجاد حلول لاندماجهم في المجتمع المغربي، والاهتمام بمشاكلهم وتوفير العيش الكريم لهم وترحيل كل من له علاقة بالعصابات المنظمة فسيبقى الحال على ما هو عليه ولن تتراجع نسبة جرائم العنف مع العلم أن الجيل الثالث من أبناء الأفارقة يعيش بيننا، فماذا أعددنا للأفارقة وأبناءهم المغاربة؟
فالتركيبة السكانية للمملكة المغربية (العمر/الجنس)، والحرمان الاجتماعي الذي يعيشه الشباب وقضاء وقتهم في البحت عن لقمة العيش بطريقة غير قانونية، يشكل بالنسبة للمهاجرين الأفارقة عقبات بيروقراطية قبل السماح لهم بالعثور على عمل، صحيح أنهم يتلقون بعض الدعم إلا أنه لا يزال محدودا ما قد يزيد من احتمالية الجريمة.
للحديث بقية

قد يعجبك ايضا
Loading...