إحراق كاتدرائية نوتردام بفرنسا بين الشك واليقين

بقلم ادريس بن ابراهيم

لازال الغموض يكتنف قضية كتدرائية نوتردام ، كيف اشتعلت هذه النيران ، وهل هو عمل إجرامي أم كتب لها أن تحترق لتختفي أشياء ومعالم تاريخية دينية من غير أي تصريح واضح يعري حقيقة هذا الإحتراق في أعظم بناية مسيحية بفرنسا والذي خرج فيه رئيس الجمهورية بنداء استغاثي لجمع تبرعات إعادة ما لن يعود بالدولارات ، فعلا ردت كبريات المنظمات المسيحية والمالية ومعها جيش كبير من رجال المال وحشد هائل من المليارديرات الذين علقت صورهم بالإعلام وكأن الأمر لا يعدو أن يكون فاجعة طبيعية أو زلزال ضرب أرضا ببشرها ، كتدرائية نوتردام ليست كنيسة عادية تعرض للحرق بخطئ كهربائي أو ماشابهه ، لكن بناية من هذا الحجم تتعرض للنيران ليذوب نصفها أوثلثها أمام أنظار رجال الإطفاء الفرنسيين وقربهم نهر السين العظيم فهذا ما لايدخل في عقل منطقي ، أسئلة جامحة معلقة في رقاب كل مسيحي وكل متدين تطرح لتجد كل أقواس الإجابة موصدة ، وفرنسا تعيش فترة حراك قد يعلق عليه كل جرم وكل فعل يهز مضجع الأمن الفرنسي .
في زمن تتعرض فيه المعالم الدينية للحرق إما بالخطإ أو بالعمد فهذا يطرح أكثر من تعجب واستفسارات ، فكم من مسجد تعرض للحرق بدافع التعصب والكراهية ، وكم من كنيسة شهدت اعتداء إرهابيا لايطاق ، ولكن تبقى قضية الحرق الذي تعرضت لها كاتدرائية نوتردان الفرنسية أمرا محيرا قد يكشف المستوى في الأيام القادمة ، وهو ما لايتمناه أي مواطن مسيحي كان أو يهودي أو مسلم ، فبيوت العبادة تبقى خطا أحمر ، ومكانا تتجمع فيه كل أصوات التعايش والسلام ، وحينما تابعنا لهيب النار يأكل كنيسة كبيرة بحجم كاتدرائية نوتردام خفنا على كل معابد الديانات ومانتمناه أن يظل التسامح والتعايش هو الأصل في كل الأوطان ولاتستمر الحياة إلا هذا الإختلاف الذي يؤكد الإعتراف بالآخر .

قد يعجبك ايضا
Loading...