المغاربة يغلقون أفواههم وسط مناخ من الخوف
عبدالمجيد مصلح
البركاك…المواطن الصالح، هو عين الشرطة التي لا تغفل، يعرف منطقته كما يعرف خطوط يده، يعلم السارق والقاتل والبلطجي والإرهابي، ولا تتحرك القوة الأمنية في حملة من كل أنواع الشرطة إلا وكان دليلها، هو قادر أيضا على ضبط المطلوبين والمبحوث عنهم بموجب مذكرة بحت دون حملة، أو أن يغفل النظر عنهم دون حساب، يرتدي البركاك…المواطن الصالح ملابس مدنية عادية، لا شيء مميز في ملابسه حاليا.
المواطن الصالح يبدو عليه في الحالتين اعتزازه بمنصبه وقامته المنتصبة، واهتمام الناس به، كما يحيط هالة مصطنعة من الغموض، فهو يباهي بأنه يعرف كل رؤساء الدوائر الأمنية ورؤساء الفرق الأمنية، ويرفض الإفصاح عن وظيفته السرية، كما يتجنب الناس الحديث عنه أو أمامه، لكنهم يقصدوه في مصالحهم التي يخشون قضائها بالمناطق الأمنية.
قد يساعد البركاك…المواطن الصالح مجرما على الهروب من تنفيذ عقوبة مقابل مبلغ من المال، إذا ما أبلغ أن المجرم لم يظهر في محيط محل إقامته، أو لم يستدل عليه، كما يساعد بتوفير المعلومات بالمثل عن المجرمين المطلوبين في منطقته.
لكل منطقة (بركاك) تابع للدائرة الأمنية أو قسم الشرطة القضائية أو الاستعلامات العامة، يتواجد معظم الوقت في الشارع بين المواطنين، ويرفع معلوماته إلى مشغليه وهو من تتجمع في يده المعلومات ويقرر عليها إطلاق حملة الضبط.
يتلقى البركاك…المواطن الصالح تهديدات أيضا من المجرمين المطلوب جمع المعلومات عنهم، وفي بعض الأحيان ينفذ المجرمون تهديداتهم له ويقتلونه أو يعرضونه للضرب أو إحداث عاهة مستديمة.
وعادة ما يكون قديم قدم الحي نفسه، فرغم تغير أصحاب المناصب ورؤساء الدوائر الأمنية ورؤساء الشرطة القضائية والاستعلاماتية يبقى هو لا غنى عنه ولا تبديل، لكنه إذا انتقل للعيش في مدينة أخرى ممكن أن ينتقل معه الشرطيين الذين كان يعمل معهم.
كما أن هناك نوع آخر من المواطنين الصالحين التابعين للأجهزة المخابراتية، يستهدفون معارضي النظام ومستعدون دائما للنيل من أي ناقد، رغم أن النشطاء يلجأون إلى الاجتماع سرا، والحديث همسا، لتجنب استهدافهم، لأنهم حسب رأيهم يعيشون تحت وطأة نظام يخنق المعارضة بكل أطيافها ويفرض قيودًا غير مسبوقة على حرية التعبير، كما أفرزت الحملات البوليسية القمعية مناخا من الخوف، حتى أصبحت المعارضة والأمازيغ والجمعيات الحقوقية والمواقع الالكترونية وبعض اليوميات تخضع للمراقبة، ليس من الشرطة فحسب، ولكن من المواطنين العاديين، الذين يبلغون عن أي تجمع لمجرد الشك فيه.
للإشارة فوسائل الإعلام المغربية والمدونين والناشطين بمواقع التواصل الاجتماعي في الغالب يشجعون المواطنين (البركاكة)، ومتابعيهم على إخبار الشرطة في حالة وجود أي شيء يثير الريبة لديهم أو الشكوك، وإن كان قريب جدا منكم، لأن علينا كما جاء في عدة تعاليق وتدوينات وأخبار ومقالات الوقوف إلى جانب الشرطة والأجهزة المخابراتية..
الشرطة المجتمعية هي الحل