تحقيق.. العائلات الصحراوية التي ورثت النفوذ والسلطة والمال وعرفت بقربها من المخزن
الأخبار المغربية
بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، سلطت الأسبوعية الفرنكوفونية « تيل كيل »، في تحقيق مثير، الضوء على أبرز زعماء القبائل الصحراوية، وأقوى رجالاتها نفوذا وسلطة في مملكة الراحل الحسن الثاني وفيما بعد وريثه الملك محمد السادس. » فهذه العائلات القوية في الأقاليم الجنوبية كانت دائما في مقدمة المشهد السياسي والاقتصادي بالمنطقة »، تكتب « تيل كيل ».
وكشفت « تيل كيل » أن العائلات الصحراوية تتمتع بصيت اقتصادي، وتعرف بـ »قربها من « المخزن »، كما أن قوتها تترجم أيضا من خلالها حضورها القوي في المشهد السياسي. فأبز هذه العائلات تتواجد اليوم داخل البرلمان وبهياكل المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، كما أنها تمتلك مشاريع اقتصادية واستثمارات كبيرة في العقار، والكربون، والصيد البحري، والنقل والخدمات، وحتى في مجال الإعلام.
آل ولد الرشيد
تنحدر عائلة ولد الرشيد من قبيلة « الركيبات ». من أبرز وجوهها خليهن ولد الرشيد، رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، وحمدي ولد الرشيد، رئيس جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء وأبرز قيادي حزب الاستقلال. بعد أن أعلن ولاءه للملك الراحل الحسن الثاني سنة 1975، أصبح خليهن سنتين بعد ذلك برلمانيا عن مدينة العيون بلون حزب التجمع الوطني للأحرار، بعد ذلك سيشغل منصب كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالشؤون الصحراوية من 1977 إلى سنة 1995.
بعد أن قاد مجموعة من المهام الدبلوماسية لدى الأمم المتحدة، سيعين الملك محمد السادس خليهن ولد الرشيد، سنة 2006، رئيسا للمجلس الملكي للشؤون الصحراوية المعروف اختصارا بـ »الكوركاس ».
وبالإضافة إلى كونه رجل سياسة، فهو أيضا رجل أعمال، حيث تتوزع أعماله التجارية بين العقار من خلال شركتي « Binayate Sahara »، التي شيدت مجموعة من الفنادق تحت اسم « Atlantic de l Agdal »، وشبكة من وكلات « Marocaine de change »، كما يملك مصنعا لتحويل السمك، وترخيص باستغلال مقالع الرمال وشركة للاسمنت.
وإذا كان خليهن ولد الرشيد قد ركز كثيرا على المجال الاقتصادي، فان شقيقه ولد الرشيد، يبقى أكثر حضورا في المشهد السياسي. فهو إطار سابق بوزارة الداخلية، برلماني ورئيس المجلس البلدي لمدينة العيون باسم حزب الاستقلال. لمع نجمه مع وصول عباس الفاسي للأمانة العامة لحزب « الميزان » سنة 1999، كما يتداول اسمه لتولي لخلافة الأمين العام الحالي، حميد شباط.
آل الجماني
من أبرز وأقدم العائلات الصحراوية التي تنحدر من قبيلة « الركيبات ». عرف « خاطري ولد سعيد الجماني » بصحراوي القصر. فعائلة آل الجماني لها رمزية قوية ».
فمنذ 1940 دشنت هذه العائلة مراسلات مع القصر، من أجل توطيد علاقاتها مع المخزن. فهي علاقة « تيوقراطية » بين قبيلة والسلطان، حيث كان « خاطري الجماني » يرتبط بعلاقة خاصة بالملك الراحل الحسن الثاني الذي أهداه سلهامه « بيرنوس » خلال استقبال بمدينة أكادير، يؤكد الباحث في الأنتربولوجيا، مصطفى النعيمي.
يعد « خاطري الجماني » من أبرز الموقعين على معاهدة مدرية بين المغرب، موريتانيا، واسبانيا من أجل انسحاب هذه الأخيرة من الصحراء.
بعد اختفاء « خاطري الجماني » سنة 1993 استمرت العائلة في التمتع بنفس الحظوة من الدولة، وهو ما يترجمه حضور المستشار الملكي الحالي، فؤاد عالي الهمة، ووزير الداخلية الأسبق، شكيب بنموسى، في جنازة، ابن « خاطري »، محمد الجماني، سنة 2007.
تمتلك عائلة آل الجماني مشاريع اقتصادية من خلال استيراد وتسويق الكربون عبر شركات « Alganon ، وفي مجال الأشغال والخدمات والنقل من خلال شركةTransport » Meharis، « Karama bus »، كما تمتلك هذه العائلة مشاريع اقتصادية أخرى في مجال العقار .
آل الدرهم
ينحدرون دينيا من قبائل « أيت باعمران ». فالجد أحمد الدرهم عرف كرجل تقي ومحترم « الكثيرون يجثمون على قبره طلبا للبركة »، يحكي مصدر محلي لـ »تيل كيل ».
بعد وفاته سنة 1993، وضع ابنه حسن الدرهم قدمه الأولى في المجال السياسي، حيث دخل قبة البرلمان باسم التجمع الوطني للأحرار، قبل أن يغادر الحزب في اتجاه حزب الحركة الشعبية، قبل أن يستقر به المقام بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ليعود مجددا لـ »حبه الأول »، حزب التجمع الوطني للأحرار، قبل أسابيع من الانتخابات الجماعية والتشريعية لـ4 شتنبر المنصرم.
وبالموازاة مع انشغاله بالمجال السياسي، اهتم حسن الدرهم أيضا بمجال المال والأعمال، حيث ورث عن والده شركة للهيدروكاربورات تحت اسم « أطلس »، ويستفيد من الاعفاءات الضريبية بالأقاليم الجنوبية.
اقتحمت عائلة الدرهم أيضا مجال الاستيراد من خلال شركة « Derham Transactions » ، والتوزيع والاستيراد الهيدروكاربونات عبر « الشركة المغربية للكربون » المعروفة اختصارا بـ »IFNI، وبالضبط بعد تحرير سوق توزيع الكربونات في المغرب سنة 2005.
تمتلك عائلة الدرهم أيضا أسطولا كبيرا من سفن الصيد البحري من خلال « Cosapeche »، وشاحنات للنقل الدولي.
آل بوعيدة
عائلة قوية تنحدر من جماعة « لقصابي »، التي تقع على بضع كيلومترات من مدينة كلميم. يحمل أفرادها لواء حزب التجمع الوطني للأحرار.
فالجد علي بوعيدة من أبرز مؤسسي حزب الحمامة، كما أن وجوه أخرى بالعائلة اقتحمت بدورها المجال السياسي، كعبد الرحمان بوعيدة، رئيس جهة كلميم واد نون، قبل أن يلغي القضاء انتخابه على رأس الجهة.
أما شقيقته فليست سوى الوزيرة المنتدبة في الشؤون الخارجية والتعاون، امباركة بوعيدة. تحتفظ عائلة آل بوعيدة بحضور وازن في مجال المال والأعمال، حيث ارتبط علي بوعيدة بأحمد الدرهم من أجل أعمال تجارية بين شمال وجنوب الصحراء. في سنة 1995 تحالف الرجلان وأسسا لهما شركة « Petrom Sahara »، المتخصصة في نقل وتوزيع الغاز، كما تمتلك العائلة أيضا مطاحن باسم شركة « كبرى مطاحن ورزازات »، وهو ما أهل علي بوعيدة لترأس « الفديرالية الوطنية للمطاحن ».
تنشط العائلة أيضا في مجال النقل من خلال شركة تحمل اسم نقل بوعيدة، وتدبير الخدمات عبر « Istiraha Station »، وفي مجال تحويل وتوزيع وتسويق الهيدروكربونات عبر Petroles du Maghreb »، و Taroudant Gaz »، وفي مجال الإعلام أيضا من خلال محطة « راديو مارس ».