النواصر…تنقية مقبرة الرحمة: خطوة لتعزيز النظافة والكرامة الإنسانية

متابعة/ عبدالمجيد كاتب

في خطوة تهدف إلى تحسين مستوى النظافة والعناية بالمرافق العامة، أعطى السيد عامل عمالة النواصر تعليماته الصارمة لتنقية وتنظيف مقبرة الرحمة، في استجابة مباشرة لاحتياجات المواطنين ومتطلباتهم للحفاظ على كرامة أماكن دفن ذويهم.

تعدّ مقبرة الرحمة واحدة من أهم المقابر في المنطقة، وتضم أعداداً كبيرة من القبور التي ترقد فيها ذكريات عائلات وأحباء من مختلف الشرائح. مع مرور الزمن، تدهور الوضع داخل المقبرة نتيجة الإهمال والتكدس وانتشار النباتات العشوائية، مما أثر سلباً على نظافتها وأدى إلى انزعاج الساكنة وزوار المقبرة.

وأكدت السلطات المحلية أن هذه المبادرة جاءت استجابة لمناشدات عديدة من طرف المواطنين الذين طالبوا بضرورة تحسين الظروف داخل المقبرة، وضمان بيئة نظيفة تحترم حرمة الموتى وتعكس القيم الاجتماعية والدينية.

شملت حملة التنظيف إزالة الأعشاب الضارة وتنظيم المساحات، إضافة إلى جمع النفايات التي تراكمت على مرّ الأشهر، كما تمّ العمل على صيانة ممرات المقبرة وتوسيعها لتسهيل تنقل الزوار. وشملت الجهود أيضاً إعادة تأهيل الأسوار المحيطة لضمان حماية المقبرة من التعديات والتشويه.

وقد لاقت هذه المبادرة استحساناً واسعاً من طرف الساكنة، حيث أعرب العديد من الزوار عن ارتياحهم لهذه الخطوة التي تعكس التزام السلطات برعاية الأماكن العامة وتعزيز كرامة الفضاءات الدينية. وأشار أحد السكان إلى أن هذا التدخل يمثل “خطوة ضرورية للحفاظ على مقابرنا وضمان راحة موتانا”، داعياً إلى الاستمرار في هذه الجهود وتكرارها بشكل دوري.

يأمل المواطنون أن تكون هذه الخطوة بداية لتحسين شامل في مستوى الخدمات المقدمة للمرافق العامة في المنطقة، بما في ذلك تفعيل أنظمة صيانة دورية لضمان استدامة النظافة والتنظيم. كما تطالب الساكنة بضرورة التنسيق مع فعاليات المجتمع المدني لتنظيم حملات توعية تساهم في تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على هذه الأماكن، كجزء من التراث الثقافي والديني المشترك.

تعتبر خطوة تنقية مقبرة الرحمة مثالاً يحتذى به في تعزيز التواصل الإيجابي بين السلطات والمواطنين، حيث يعكس هذا الجهد الاهتمام المتبادل بين الجانبين بأهمية صيانة الفضاءات العامة، لتبقى نظيفة، كريمة، ومحترمة لحرمة الأموات وذكرى الأجيال التي مرت.