فاكس من “الأخبار المغربية” إلى مدير مديرية الأمن الوطني…باب ما جاء في مقال توبيخات وتنقيلات+هل هو سبق صحفي أم عقوبة بطعم تشويه صورة الجسم الأمني؟
الأخبار المغربية
المغرب – حاولنا بعد قراءتنا لمقال يومية مغربية فهم طبيعة هذا الذي نشر و المصدر (بين قوسين) إدارة الأمن الوطني المركزية، والمقال هنا ينشر بيانا عنونته الجريدة ب توبيخات وتنقيلات بولاية أمن الدارالبيضاء الكبرى، ولم نفهم هل هو بيان وطني أم تسريبات أم سبق صحفي انفردت به هذه اليومية دون غيرها من الجرائد والمواقع الالكترونية، ولماذا هذه اليومية، وبالضبط هي من أوكل إليها هذا النشر وهل الإدارة الأمنية لديها شراكة خاصة مع الجريدة المعنية وهل وهل ولماذا ولماذا؟ و انتهى بنا الاستفسار والاستغراب دون جواب، ولكن ما أثار انتباهنا هو ذكر أسماء الضباط الذين شملتهم العقوبات والتوبيخات والانتقالات ولماذا تسمح الإدارة الأمنية بذلك وهؤلاء أبناءها وجزء من جسمها الأمني؟ طالما أن الإدارة نفذت مساطرها فلم هذا التشهير المجاني وهل يدخل في بنود التشريع الإداري بجهاز الأمن، وهل فكرت الإدارة الأمنية في حساب الربح من هذا التشهير وخسارته المعنوية على الضباط وأسرهم ودويهم، ما نفهمه قليلا في مجال العقوبات المهنية أن خصائص العقوبات تحدد من طرف سلطة الإدارة الوصية لأنها مسؤولة إداريا ومهنيا على السير العام للمهام والإدارة، وتبقى العقوبة تخص الوضعية المهنية للموظف المتابع مع ضرورة مراعاة الإدارة لظروف هذا الأخير وظروف الواقعة، ولها الصلاحيات في أن تعفو أو تعاقب داخل منظومة الجهاز حتى تبقى هيبة الإدارة سارية وحاضرة وحتى يتعظ الموظف المتابع ويعود للرشد والإمتثال، لأن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين الثوابون ومن الأخطاء نتعلم، وإلا لماذا يخص جلالة الملك حفظه الله في كل المناسبات الوطنية والدينية السجناء والمتابعون بالعفو الملكي دون أن تذكر لنا إدارة السجون أسماء المشمولين بالعفو رغم أنه أمر سامي وشامخ، لقد خلف بيان الإدارة المتعلق بالتوبيخات و التنقيلات ضجة كبيرة بين أوساط رجال الأمن بالمغرب في الوقت الذي تساءل فيه المواطن العادي و أنا واحد منهم لماذا عمدت مديرية الأمن الوطني على إعطاء الضوء الأخضر لجريدة للنشر بالتفصيل الممل مع ذكر الأسماء والرتب، فكيف ستكون نفسية هذا الموظف أمام زملاءه ووسط عائلته وجيرانه وهو يرتدي ويحمل صفة رجل أمن وهل نظرة الناس إليه طيلة ما تبقى له من سنوات العمل ستزول بزوال مدة العقوبة أم ستبقى موشومة على ظهره طول حياته؟
قد يقضي موظف الأمن سنوات عديدة يخدم وطنه ويمتثل لأوامر رﺅسائه ويضحي أحيانا بحياته لتوفير الأمن للمواطن ويوم يخطئ نمسح كل أدواره ونضعه في معصرة العقوبة وقد يعيش على وقعها عمرا كاملا وجميعنا لسنا معصومين من الأخطاء وجميعنا يذنب حتى بعينيه وجوارحه لكن الحمد لله على أن الله ثواب رحيم غفور حليم.
قد يعتقد البعض أننا ندافع عن الفساد والمفسدين (إذا وجدوا) بل نحن ضد تنزيل قوانين الزجر ضد كل فاعل! لا يا سيدي يا من أعطى أوامره لمعاقبة وتوبيخ موظفين بل والتشهير بهم، نحن و نساء و رجال الأمن كلنا أبناء وطن واحد وغيرتنا على هذا الجهاز كغيرتنا على أبنائنا وهؤلاء الضباط ومن معهم في فلك الجهاز زملاءك والقائمين على شؤون الإدارة نحسبهم على خير وفيكم قلب رحيم ينبض وحكامة يشهد لكم بها جلالة الملك وصرامة مرنة نفتخر جميعا بها لكن مسألة التشهير بأسماء موظفين أمنيين في صفحات الجرائد أمر لا نحبده لأن الموظف المعني بالعقوبة هو ابننا وأخونا وعضو من أعضاء جسدنا لا نريده أن يقع في المحظور والممنوع لكن لا نريد أن يفتضح أمره بين المغاربة فقد يتوب بعد خطئه ويعود للصواب بنفس جديد ونفسية عالية وقد يصبح صورة نقية تنعكس على زملاءه نزاهة وجدية وتبقى صورته بين الشعب عالية لأنه يمثل إدارة نحن مدينون لها بالتقدير والاحترام.
.