الدارالبيضاء…برافو الأستاذ عبدالله البقالي مدير نشر جريدة “العلم” أعدت للجسم الصحفي حصانته المشرفة

الأخبار المغربية

الدارالبيضاء – ونحن نودع سنة ميلادية أخرى انقضت من عمرنا تجرنا عقارب الساعة إلى اللحد ليحكي عنا اللاحقون ما تركنا واذكروا أمواتكم بخير، لكننا نحاول قدر الجهد وما أوتينا من إرث أخلاقي وما رضعناه من والداتنا وما استخلصناه من عبر ومطبات من غير أن ننسى سويعات من الفرح المؤقت غير ناكرين للحمد والشكر لله وما جمعت لنا شبكة الحياة والقدر وعلاقاتنا مع الناس وخلافاتنا مع أشباه الناس وما أكثرهم ممن جمعتنا بهم المهنة، ولسنا الأفضل ولكننا نجتهد أن نكون ضمن الكوكبة الصادقة لا نصارع من أجل انتزاع مقاعد الآخرين ولا نكن العداء إلا للخونة وتجار المهن والضمير، و لسنا في موضع إعطاء الدروس والعبر للناس فلسنا بدرجة الأئمة والوعاظ ولكن نقتسم مع الناس أجود ما تعلمناه من خيرة الناس لكننا مع كامل الحسرة والأسى جمعتنا الأيام و هذه المهنة مع عقليات عقيمة اتخذت من هذه الصحافة حرفة للاسترزاق وطورتها بأدوات النصب والتحايل وتناسلت كفطر عش الغراب في الخلاء ولولى وجود رجالات نعدهم مراجعنا وأساتذتنا لضاعت هذه الرسالة وقيمها الإنسانية والمجتمعية، والحمد لله أن هناك ثمة قانون يحمي المهنة من المرتزقة وينظم شروطها ويختار لها من يفيد ويصلح ولو أن الإصلاح لن يمر سهلا ويحتاج إلى تضحيات وحكامة وصرامة في تفعيل هذا القانون، وكما تابعتم جميعا التغيير الذي طرأ على المؤسسات المعنية بالشأن الإعلامي والصحفي مؤخرا كان آخرها التشكيلة الإنتخابية لمكتب النقابة الوطنية للصحافة المغربية حيث غادرنا الأستاذ الجليل عبدالله البقالي بعد عمر نضال طويل وعمل بنائي قويم والرجل أفنى عمرا ثقيلا في خدمة هذه النقابة وفي عهده تغيرت صور نمطية عديدة لمفهوم دور هذه النقابة، وشربنا منه ومن حكامته الإعلامية بحرا من الدروس وتخليه عن مقعد الرئاسة لزميله عبدالكبير أخشيشن، هو دفع جديد ومصل متجدد لمسار هذه المؤسسة العريقة حتى يتسلم الجيل الجديد مفاتيح الاستمرار بعد بناء قويم لهذه النقابة العتيدة التي قدم فيها الأستاذ البقالي أجود ما أنجبته العقول الإعلامية منذ سنوات الرصاص إلى العهد الديمقراطي الجديد وهو الرجل الذي لا يحارب من أجل الكرسي وإنما ظل طوال حياته مطلوبا للمنصب وليس طالبا، وقد تمرس وجمع بين السياسة والإعلام والأستاذية مع نكران للذات وتواضع قل نظيره اليوم في صفوف نافخي الريش.

ومن العار المذل أن تخرج علينا كتابات صفراء تخدش في شخص الرجل البقالي الذي حينما يذكر اسمه تظهر لك مؤسسة شامخة لعبت دورا تاريخيا بطوليا حينما كان الصحفي يخرج من بيته ولا يعرف هل سيعود أم لا يعود وهي فترات عصيبة عاشها رموز الصحافة ومنهم هذا الرجل ونحن اليوم نعترف للرجل برجلوته و هذه أسمى الشهادات التي يجب أن يعلمها من وجدوا الطريق اليوم معبدا ولا يدركون أن ثمة صحافيين ضحوا بأنفسهم من أجل أن يحيي الجيل القادم معززا مهاب الجانب.

ولابد أن تستوقفنا كتابة أحد الكائنات الذين حاولوا الطعن في شخص الأستاذ البقالي بصفته مسؤولا عن مكتب البطاقات المهنية وهو من مؤسسي المجلس الوطني للصحافة، وأحد واضعي قوانينه الأساسية، وجاءت كتابة المكر ممن تعودوا السمسرة والتبجح بالبطاقة المهنية، هؤلاء الذين اعتبروها حصانة ولوثوا الجسم الصحفي حتى أن منهم من اغتنى وتحول إلى تاجر في خردة الفساد والنصب وقد نشرنا عنهم مجلدات في الكتابة، لكن السيد البقالي وبفضل رﺅيته الثاقبة و خشيته على هيبة الصحافة أعاد للمهنة قواعدها النظامية تخضع لقوانين وشروط مهنية وإدارية يؤطرها القانون ويحميها من الدخلاء، تماما كما هي المهن الأخرى التي يشرعها القانون، وقد اعتبر الصحفيون الشرفاء هذه المبادرة الجريئة محطة جديدة في الشأن الصحفي ستقطع الطريق على مجموعات الإتجار التي غزت سوق الإعلام وامتلأت بهم محاكم الزجر وهذا يؤذي الجسم الصحفي الذي يخشى على اسمه وعلى شرفه، و نحن نبارك ونؤيد أي نظام جديد يعيد للإعلام الوطني صورته الساطعة بين المجتمع ويرفع رأس الصحفي عاليا باعتباره رمزا من رموز السلطة الرابعة.

قد يعجبك ايضا
Loading...