إذا كنت في المغرب فلا تستغرب
عبدالمجيد مصلح
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، لماذا تتزامن الوقفات الاحتجاجية واستغلال التلاميذ مع بداية كل سنة ميلادية إدارية جديدة؟ أليس هذا مقصودا من طرف جهات ترى المصلحة في إلهاء أبنائنا عن دراستهم ليضمنوا توريث أبنائهم المناصب العليا..نقابات وهيئات تعكر على أبنائنا جو التركيز على دروسهم..فهم مستهدفون بغير رضاهم..أليست هذه جريمة في حق التلاميذ والشعب؟ الأموال الطائلة قد تعوض..والقاذورات التي تخلفها المسيرات والوقفات الاحتجاجية قد تنظف..وإن كان الكل على حسابنا..ولكن من يعوض التلاميذ؟ أليست هذه الفئة المستهدفة من فلذات أكبادنا هي رهان المستقبل؟
اذا كنت في المغرب فلا تستغرب، إذا كانت لنا حكومة تتألف من وزراء وبرلمان و مجلس مستشارين لا يتمكن غالبية المنتمين لهذا المنظمات من قراءة حتى خطابه دون ارتكاب أخطاء، لا يرتكبها حتى تلاميذ الابتدائي، فلا عجب من كل ما يحدث في وطننا، المغرب بلد التناقضات بامتياز، بلد جمجمة 315000 سنة بلد الطاجين والكسكس جزيرة ليلا و سبتة ومليلية بلد المرتزقة والانفصاليين بلد الذين يحكموننا اختاروا طريقهم وهوالسير وراء الذين يعتبرون الدنيا دار استنزاف الشهوات بلا حدود، فهل اختار المستضعفون طريقهم بعصيان قرارات الحكومة، على الأقل بهجران صناديق الاقتراع المسمومة الملهية..
إذا كنت في المغرب فلا تستغرب، طرقات متهالكة، حفر منتشرة في كل مكان، قرى معزولة تماما مشكلة بؤر صغيرة جدا، مستشفيات قليلة بلا أجهزة ولا أدوية..كل هذا وغيره لم يره المسؤولون المغاربة المنتشون بالعبثية الماجنة الفاسدة المفسدة، لست أدري، كيف يفكرون كيف يسمحون لأنفسهم صرف الأموال على كل شيء بما فيه تنقلاتهم للبرلمان والأزمة الاقتصادية تنخر المملكة المغربية؟ إن اليسار الراديكالي يتحين كل احتجاج للقفز على المناسبة ويحاول جر الاحتجاج إلى الوجهة التي يريدها لكن عدد الحضور كل مرة يبين أن هذا الفصيل لا شعبية له داخل المجتمع، بالله عليكم أليس أمر يدعو إلى الاستهجان؟ لكنني أيضا أجدني مرغما على تسفيه كل من يساهم في نشر برامج تبشيرية حول هذا الحزب أو النقابات أو الإدارات..