ظاهرة الطفولة المشردة تتنامى في غفلة والي ولاية جهة الدارالبيضاء سطات وجمعيات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
الأخبار المغربية
جولة قصيرة في شوارع العاصمة الاقتصادية ونواحيها ستكشف لك الكثير عن عورة الدارالبيضاء – المملكة المغربية – ففي كل زاوية أطفال يجمعون من القمامة أو ينامون تحت الحائط أو يتسولون بنظرات حزينة تكشف عن نقمة تتعاظم يومًا بعد يوم، ورغم كل ذلك لا تجد أحدًا يهتم لذلك، نسق الحياة السريع أصبح غالبًا على تصرفات المغاربة، فهذه المظاهر أصبحت اعتياديًا لا يلقى أي اهتمام من المسؤولين والمجتمع، تعتيم رسمي متواصل على ظاهرة الطفولة المشردة، بل أكثر من هذا يُمنع في أحيان أخرى النبش في هذا الملف، فلا أرقام رسمية تقدم حول عدد أطفال الشوارع، رغم كثرتهم ولا حديث في البرلمان أو اليوميات أو الالكترونية أو السلطات المحلية والأجهزة (الواعرة) لمحاربة هذه الظاهرة، ولا حتى مجرد البحث في أسبابها أو الكشف عنها، لأنها الوجه المخفي للنمط المجتمعي والمؤسساتي (…) للدولة المغربية الحديثة.
هل ممكن اعتبار أطفال الشوارع إرهابيون محتملون؟
مادامت الدولة المغربية، لا تريد التعامل مع الأطفال المشردين، واعتبرتهم ظاهرة نشأت بسبب تمزق التفكك الأسري وانتشار الفقر وفشل السياسات التنموية والاجتماعية، مؤكدا المشردون أرضية خصبة، مشروع مجرمين، قد تجندهم شبكات متخصصة في الجريمة المنظمة، بل إنهم إرهابيين محتملين، ويسهل على الجماعات الارهابية تجنيدهم مستفيدة من هشاشة أوضاعهم النفسية والاجتماعية، لأن جنوح الحدث في الشارع بمثابة الحوار العنيف مع الآخر، يحاول الحدث من خلاله انتزاع الاعتراف به كإنسان وهو ما يفسر بعض سلوك أطفال الشوارع الذي يبدو سلوكًا لا مبرر له ويعكس رغبة مجانية في الاعتداء والتخريب وإثارة الفوضى، هذه النزعة التدميريّة هي انعكاس للقلق الذي يعانون منه بسبب إقصائهم وتهميشهم من طرف أسرهم التي أهملتهم أو تعمدت دفعهم إلى الشارع، ومن طرف المجتمع الذي لا يأبه لوجودهم في الشارع مما دفعهم إلى عدم الشعور بالأمن ويتوقعون المطاردة والاعتداء في أية لحظة.