بقلم: محمد قاسمي
قاسميات سجنية2
في سكون الزنزانة ذات فجر يلحفني القرُّ في وحدتي، يُرفرف هذا القلب وترتجف عظامي..أفتح نافذة زنزانتي لأشم الهواء فتهبّ رصينات الرّياح، أنوار القمر تتراءى لي من بعيد، الليل ملاذ عميق “لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار” أتأمل اللغز العملاق! أحاول النفاذ إلى السّر “فلا اقتحم العقبة”.
أراني طيراً يحلق في الأعالي، هناك قرب النجوم، حرّا طليقا يسخر من كل المآسي والأحزان، أتلمّس خطاباً من الغيب، آوي إليه يعصمني من التّيه والضلال، إلى أين أتّجه .. ألا يجدر بي أن أعود إلى الإيمان وأنا أشعر بهذا الجو المفعم بالمقدس الجليل يغمر المكان؟! إنها عاطفة فائقة مشحونة من روح الله، ومن عساه يكون…!
أشعر بفيض من ذات الرحمان، أأعود أدراجي أم أقف في حيرتي … أهو حنينٌ للوهم والسراب؟! من أيقظ ذلكم الطّفل الذي كنته ولا يزال يسكنني؟! لقد ذبحته منذ زمان، نحرته من الوريد إلى الوريد، لا أصدق أنه لازال حيّا، لا لا لا أظنُّ ذلك، لقد رحل مع جلجامش …، أفرخ أفرخ ياقلب من روعك وأقلِل من جزعِك فالذي مات لا يعود.