سي محمد الدخيسي…وصفت أمهات الشرطيين بالشريفات العظيمات النقيات هل سيتم الاستجابة لأم شرطي الذي يؤكد أنه متشبث بانتمائه للمديرية العامة للأمن الوطني؟

الأخبار المغربية
عندما نذكر المسؤولية الجماعية نذكر الجسم الواحد والتلاحم بين المواطن والدولة فإذا نجحت الدولة نجح المواطن والعكس صحيح، و إن الرغبة في التقدم والازدهار رهان تطمح إليه كل الدول، ولا يمكن تحقيق أي ازدهار بدون مواطنين صالحين غيورين على مصلحة بلدهم ولكي يتحقق ذلك لا بد من الاهتمام بالعنصر البشري الذي يعتبر الرأس مال اللامادي الذي تفتقده مجموعة من الدول كما يعتبر ثروة يجب الحفاظ عليها وحسن استغلالها وتدبيرها.
وانطلاقا مما سلف ذكره أثير موضوعا مهما يتجلى في الحوار الذي دار بين السيد المحترم مدير مديرية الشرطة القضائية محمد الدخيسي والمنشط الرمضاني، حول أحداث “الحسيمة” حيث ركز على أحسن نقطة أثارها السيد الدخيسي، المتعلقة بوصفه لأمهات العناصر الأمنية بالشريفات والعظيمات والنقيات وهذا يعبر عن الاعتراف كذلك بشرف تلك العناصر وعظمتهم ونقائهم وهذا إن ذل على شيء فإنما يدل على اقتناع المديرية العامة بالانتماء الشريف لعناصرها الذين يقفون في وجه كل ما من شأنه أن يمس بسلامة الأمن الداخلي أو الخارجي للبلاد ويضحون بأرواحهم وشرف انتمائهم الذي يتعرض للسب والشتم أثناء مزاولتهم لمهامهم ويتحملون كل ما من شأنه أن يقلقهم ويؤثر على نفسيتهم ، فكم من شرطي تعرض لاعتداء أو إهانة أو قتل أو ضرب وجرح وعنف، أو غير ذلك أثناء أو بسبب مزاولته لمهامه حيث نلاحظ بعض عناصر الشرطة لا تنال نصيبها من هذا الاعتراف فبمجرد خطأ أو كمين ينصب لهم أو تقارير تنجز في حقهم إما بسبب تصفية حسابات شخصية وضيقة أو بهدف من الأهداف فإن الإدارة لا تتدخل وتنقد هؤلاء العناصر ضحايا مثل هذه التجاوزات أو المشاكل التي يمكن للإدارة أن تتدخل من أجل إيجاد حلول لها.
وخير دليل على هذا هو مشكل داخلي كان بإمكان الإدارة حله بعدما تدخلت بثقلها وبعقوباتها المتعددة في حق موظف شريف كان تابعا لها يشهد له بحسن السيرة والسلوك والكفاءة العالية والاستقامة، حيث واجه أبشع طرق المضايقات إلى حد وضعه في السجن بعدما بلغ المديرية عن تصرف غير قانوني عاينه أثناء مزاولته لمهامه، وعندما تدخلت والدته التي وصفت في وقت سابق بالشريفة والعظيمة والنقية وأصدرت نداءها للمدير العام للأمن الوطني، لم يتم الاستجابة لها بإعادة ابنها إلى عمله.
فأين ذلك الاعتراف بأمهات عناصر الشرطة؟ أين المجهودات التي قدمها ذلك الشرطي من أجل تحقيق الأمن والاستقرار داخل الوطن؟ أين محاربته للجريمة؟ أين سهره الليالي الطوال ووقوفه المتكرر تحت أشعة الشمس الحارقة ومواجهته لقساوة المناخ بصيفه وشتاءه وتحمله مختلف أساليب السب والشتم والإهانة في سبيل خدمة الوطن؟
لماذا لم يتم الاستجابة لأم هذا الشرطي الذي يؤكد أنه متشبث بانتمائه للمديرية العامة للأمن الوطني؟ لماذا لم يتم فتح تحقيق نزيه حول قضيته التي عرفت سبقية التدخل الإداري بقراراته الضاغطة وبعد ذلك يتم إحالة قضيته على القضاء لإنهاء مسيرته المهنية؟ أين هي التوجهات الجديدة الرامية إلى الاستفادة من الكفاءات؟ والشرطي المعني يتمتع بتجربة لا بأس بها ويتوفر على شواهد جامعية عليا.
ماذا وقع بين الأمس واليوم حيث وصفت أمهات الشرطيين بالشريفات العظيمات النقيات واليوم لا يستجاب لطلب واحدة منهن؟ البارحة كانت تلك الأم تعيش بدعم ابنها لها وتخضع للفحوصات الطبية بإنفاق ابنها عليها وتستفيد من الأدوية بعطف ابنها عليها وتسد حاجياتها اليومية بأجرة ابنها الذي يطلق عليه اسم المرضي بشهادة الجميع، هل من استجابة لنداءها وإيقاف نزيف ما حدث وبداية صفحة جديدة؟ هل من رحمة مفاجئة من تدخل السيد المدير العام الرحيم بموظفيه؟
تلك الأم مازلت تنتظر الرد على ندائها علما أنها متقدمة في السن وأملها قبل أن توافيها المنية هو مشاهدتها لابنها يزاول مهامه فهل من تحرك للقلوب الرحيمة؟
وكما بدأنا ننتهي إن تدخلنا في هذه القضية إنما من أجل الصلح والإصلاح وإيقاف نزيف المشاكل وآثارها على الجميع، إننا نريد أن نسمع الخير على بلدنا ومؤسساته حتى لا تستغل مشاكلنا التي بإمكاننا تفاديها وإصلاحها من طرف الأعداء وإعطائها وصفا لا يناسبها.

قد يعجبك ايضا
Loading...