الأخبار المغربية
حدالسوالم – كيف لروح الملك محمد السادس حفظه الله، المتمثلة في التضامن والتكافل والعمل المتواصل من أجل المصلحة العامة وتشجيع البحث العلمي والانفتاح على الثقافات والتعايش مع الديانات والاختلاف الإيجابي أن لا تمتد إلى بعض المشرفين على بعض القطاعات حتى يتصالحون مع أنفسهم ومع موظفيهم ويبرزون على ساحة التسامح من أجل الإصلاح وكرامة الآخر الذي يعتبر جزء لا يتجزأ من وطننا الحبيب، و يقطعون مع أساليب العقاب السريع ويستحضرون منطق الرزانة والتأني والاحتكام إلى مرجعيات مبادئ الدين السمحة والتوجهات الملكية السامية وما يتطلع إليه المجتمع، فعندما نطرد موظف من وظيفته لأسباب كان يمكن إصلاحها ومعالجتها فإننا نعمق من الجراح ونكرس لانتشار البطالة وندفع بالبعض إلى مغادرة أرض الوطن، والبعض الآخر إلى كراهيته للوطن، وآخرون إلى الانتحار وغيرهم إلى الاكتئاب والأمراض النفسية، وآخرون إلى الانحراف وامتهان المحضور وممارسة الممنوع، والآخرون إلى أخذ مواقف معادية، في حين يصبح لدينا خليط غير متجانس كل بمرجعية وقناعة خاصة به وهنا يكمن الخطر الذي يصعب معالجته وإيجاد حلول كفيلة له، لا للجريمة بجميع أنواعها، ولكن لا للتعسف ونعم للإصلاح.
هناك عائلات تعيش الفقر المدقع بسبب طرد معيلها الوحيد من العمل في حين كان يجب تركه في عمله ومعاقبته بعقوبات بديلة حفاظا على استمرارية أسرته، وهناك من تراكمت عليه المشاكل وكانت النتيجة الطلاق وتشرد الأبناء وهناك من غادر أرض الوطن ولم يعد بسبب عدم حصوله على أوراق الإقامة بالبلد الأجنبي وهناك من فقد والديه أو زوجته أو أحد أبنائه ولم يحضر لجنازته بسبب ظروفه خارج الوطن والسبب دائما طرده من عمله فكيف لبلد آخر يأويه ويحتضنه ويوفر له العيش الكريم؟ هذا أمر واقعي يجب التصدي له وذلك باعتماد سياسة المسؤول الاجتماعي قبل كل شيء ثم المتبصر العقلاني الرزين الحكيم في اتخاذ القرارات، فلم يسبق للعقاب أن كان حلا بقدر ما كان دافعا للجحود والكراهية ومصدرا للعداوة والبغضاء وقاطرة للانحراف تترتب عليه جميع المشاكل ويصعب حلها نظرا لصعوبة إقناع الآخرين بنسيان الماضي الذي غير حياتهم بجرة قلم أو تسرع في قرار اتخذ في حقه من مسؤول طائش.
لذا فلنأخذ العبرة من توجهات صاحب الجلالة ونمشي على خطاها ونؤمن بكرامة الانسان وحقوقه ونرفع راية السلام والإخاء والإصلاح ونشر الخير، ونقتدي بمبادرة – الإنصاف والمصالحة – ونعيدها إلى أرض الواقع ونعيد جميع الموظفين المطرودين-المعزولين-الموقوفين ونضخ دماء جديدة في أسرهم ونعمل بقولة الحسن الثاني رحمه الله “إن الوطن غفور رحيم”.
بهذه المناسبة نناشد الملك محمد السادس حفظه الله، أن يصدر تعليماته السامية من أجل إعادة مواطنيه إلى مناصبهم خاصة المنتمون للقوات العمومية والمصالح الأخرى تحت شعار “الفرصة الملكية الثانية”.
عيدكم مبارك سعيد سي عبداللطيف الحموشي