إلى سي الحموشي مدير المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني..ما هو دور المصلحة الاجتماعية؟ هل الأسلوب الردعي والعقابي يعتبر حلا للرقي بالوظيفة الأمنية؟
ما مصداقية القرارات الإدارية أمام عدم ترك الفرصة للموظف في الدفاع عن نفسه وأمام عدم الاكتراث لتصريحات الموظف
الأخبار المغربية
حدالسوالم – سي الحموشي من الأدوار الرئيسية والأساسية التي تقوم بها الإدارات الحديثة في الدول المتقدمة المواكبة والتتبع والتصالح مع موظفيها والانفتاح حول نفسها وحول الآخر وفتح جسور التواصل وتبادل التأثير والتأثر مع الموظف.
لقد قطعت الدول الحديثة الصلات والتواصل مع المسؤول الجلاد، المتسرع في اتخاذ القرارات، القاهر للموظف المرعب، المتشبت بالفكر الردعي والأساليب العقابية، ذو النزعات القمعية، وأصبحت هذه الدول تعول على المسؤول المتفتح المتميز بالكفاءة المهنية والثقافية، المناسب لمكانه، الصديق المقرب للموظف، المحفز لهذا الأخير، الباب المفتوح للمواطن، الواقف شخصيا على أمور الإدارة المعترف بالخدمات الجليلة التي يقدمها الموظف، الاجتماعي التوجه، الجامع بين التوجه الإصلاحي والعملي المواكب للمستجدات والتقدم.
فقطعا مع زمن العقاب والقمع وعدم الاعتراف بالجميل، والاعتماد على الأساليب الكلاسيكية التي ورثتها الإدارة عبر مر العصور، الإدارة الحديثة أصبحت مطلبا ضروريا، حديثة في التعامل مع موظفيها، حديثة في طريقة عملها، حديثة في علاقتها بالمواطن، سريعة في الأداء، شفافة ونزيهة، مواكبة للتطور.
القطع مع مبدأ “الرئيس دائما على حق” مبدأ متجدر في الإدارات التي تسيء للإنسانية وشرف وكرامة الموظف في كثير من المناسبات، فهناك تقارير كاذبة بالجملة كانت سببا في عقوبات متنوعة وتشريد مجموعة من الموظفين، وهناك ضغوطات كانت سببا في انتحار واستقالة وجنون واكتئاب ومرض وحالات نفسية لمجموعة من الموظفين، فهل من قطيعة مع الأساليب الماكرة الظالمة التي سرعان ما تزيد الأوضاع تأزما.
سي الحموشي الإصلاح معناه الرقي بالقطاعات، الدفع بعجلة التقدم والازدهار إلى عالم النجاح وتحقيق العيش الكريم، والسعادة وكرامة الإنسان التي تعتبر فضيلة المجتمعات.
سي الحموشي ما حدث لشرطي مراكش دليل واضح على عدم المواكبة النفسية للموظف، الضغوطات المبالغ فيها التي أدت إلى ظهور أزمات نفسية وحالات يصعب السيطرة عليها، ودليل واضح على انعدام مصلحة اجتماعية قريبة من الموظف، وصورة واضحة للواقع المرير الذي يعيش فيه رجال الشرطة، منهم من يعاني من اضطرابات نفسية، ومنهم من يعاني في صمت رهيب، ومنهم من في السجون بسبب التقارير الكاذبة، وانتقامات بعض الموظفين، ومنهم من يصارع المرض بسبب الضغوطات والظلم والاقصاء والعقوبات المجانية، والحرمان من حقوقهم وعدم الاستجابة لطلباتهم التي يكون مصيرها الإهمال والحفظ.
ضرورة إحداث مؤسسة تهتم بمشاكل رجال الشرطة العاملين، الموقوفين، المعزولين، المحالين على التقاعد فما خفي كان أعظم.
من المسؤول عن الوضع الكارثي الذي يعيشه موظف الشرطة، يعمل خائفا، يعيش خائفا، تغلي بداخله مجهودات وعطاءات والخوف يقمعها ويمنعها من الخروج إلى أرض الواقع المطلوب إدارة حديثة، تحتكم إلى الضمير الاجتماعي، الضمير الديني، الضمير الإنساني، الموظف سي الحموشي، إنسان وليس نبيا يشترط فيه عدم الخطأ، فأخطاء الإدارة لا حصر لها من يعاقبها على أفعالها التي كانت سببا في مآسي اجتماعية خطيرة.
فعندما نرى شرطي شاب 34 سنة يتحدث عن معاناته من الضغوطات، فأين محيطه الإداري أولا، ونتفاجئ بانتحاره فأين هي العدالة الإدارية؟ وأين هي الحكامة الإدارية والأمنية؟ وأين هو الإصلاح؟
كيف أصبحنا نسمع ونعيش ظروف رجال شرطة منهم من أرسل للسجن بفعل فاعلين ظلما، ومنهم من انتحر ومنهم من مات في ظروف غامضة، ومنهم من قتل أثناء مزاولته لمهامه، ومنهم من قتل خارج العمل، ومنهم من يموت ومنهم من يغادر أرض الوطن، حيث لا تدخل لوضع حد لهذا الواقع المؤسف، واقع لم نراه في دول أخرى في طور التقدم، واقع ازدهر في الآونة الأخيرة فما السبب إذن؟ أين يكمن الخلل؟ هل من مبادرة أو تدخل عقلاني للقطيعة مع ما يحدث؟.