سفينة مشروع تأسيس “التنسيقية الوطنية للشرطة المجتمعية” تحط بتراب عمالة مقاطعات الحي الحسني
الأخبار المغربية/ عبدالمجيد كاتب
في إطار تعزيز روح التعاون والمساعدة بين المجتمع المدني والمديرية العامة للأمن الوطني، في أشكال مختلفة، فردية وجماعية، وتأدية دور لا تمارسه وذلك في ظل التطورات المتلاحقة، حيث باتت جمعيات المجتمع المدني السلطة الثالثة، في ظل عالم متشابك فيه المصالح وتتداخل فيه الأجندات وفي ظل العمل السري أو العمل العلني، عقد يوم 24 أكتوبر 2018، بدار الشباب الحي الحسني، لقاء تواصلي وذلك انطلاقا من الدور الكبير الذي تلعبه فعاليات المجتمع المدني بتراب عمالة مقاطعات الحي الحسني، ورصدهم لمجموعة كبيرة من الاختلالات التي يعاني منها ساكنة المنطقة وانشغالاتهم المتعلقة بأمنهم واستقرارهم…وذلك بحضور رئيس النسيج الجمعوي ورئيس جمعية التضامن والخدمات الاجتماعية ورئيس التنسيقية المغربية للصحافة والإعلام وحقوق الانسان ورئيسة الجمعية المغربية للأعمال الاجتماعية والفنية ورئيسة جمعية نور اليقين للأعمال الاجتماعية والثرات الأصيل ورئيس جمعية نور الهدى ورئيسة جمعية النجاح ورئيسة جمعية الغد المشرق للتنمية والتضامن ورئيس جمعية النجمة للتنمية والأعمال الاجتماعية ورئيس نادي الفجر الحي الحسني ورئيس جمعية التضامن مع المرضى ورئيس جمعية اتحاد المصورين ورئيس الجمعية المغربية للأهداف النبيلة ورئيس اتحاد مغاربة العالم للدفاع عن القضايا الوطنية وحوار الثقافات وبعض الساكنة..
في البداية أعرب رئيس النسيج الجمعوي السيد عبدالله الصالحي عن أهمية اللقاء التواصلي والحوار الجاد بين الفاعلين الجمعويين وذلك من أجل رصد السلوكات الجانحة والمنحرفة معتبرا الحفاظ على أمن المملكة المغربية عامة ومنطقة الحي الحسني خاصة مسؤولية الجميع، مجتمع مدني، والساكنة والأجهزة الأمنية، كما تطرق إلى الجانب الأمني من خلال مد يد التعاون والتشارك بين المجتمع لمدني والأمن الوطني وذلك من خلال تقديم المعلومة والتعاون في حماية المملكة المغربية.
من جانبه أكد مدير دار الشباب الحي الحسني، على تحسيس الأسر على مراقبة أبنائهم بالمدارس وخارج البيت والدعوة لخلق شرطة مجتمعية مدرسية من أجل تتبع ومراقبة المحيط الخارجي للمؤسسات التعليمية، ومن خلال تدخلات وتساؤلات الحاضرين عرف هذا اللقاء التواصلي طرح العديد من الأفكار والتي ستعود بالنفع إلى الوطن من خلال خلق إطار قانوني ك”التنسيقية المغربية للشرطة المجتمعية” على الصعيد الوطني.
وكانت كل مداخلات رؤساء الجمعيات وبعض الساكنة، تصب في اتجاه واحد وهو ضرورة انفتاح الإدارة العامة للأمن الوطني، على القضايا الملحة للمواطنين وذلك لرصدهم عدة ظواهر مرتبطة بتجمعات بعض الشباب في أماكن عمومية، وظهور أقراص مهلوسة من نوع جديد تهدد تلاميذ المدرسة العمومية لأنها تغري العديد من المجرمين على ممارستهم الإجرامية ضد فلذات كبدنا، مؤكدين أنها باتت نقط سوداء أرهقت آباء وأولياء وأمهات التلاميذ، كما أشار الحضور، على ضرورة السهر للحفاظ على أمن وممتلكات وسلامة ساكنة أحياء الحي الحسني، وأشادوا بدور الشرطة في الحفاظ على الأمن والاستقرار، مستعرضين مجموعة من المعلومات والنقاط المهمة السوداء (…)، وتعهد الحاضرون من فعاليات المجتمع المدني والساكنة، على العمل مع شرطة الحي الحسني، من أجل تقوية آليات التواصل وفق مقاربة تشاركية، لتحقيق النتائج المرجوة لإرساء تصور شمولي محيط بكل القضايا الأمنية المرتبطة بأمن الساكنة وراحتهم بالمنطقة.
وأشاد رئيس “التنسيقية المغربية للصحافة والإعلام وحقوق الانسان” السيد عبدالمجيد مصلح، بالحملات الأمنية الموسعة التي تقوم بها ولاية أمن الدارالبيضاء الكبرى، والتي استهدفت ذوي النشاط الاجرامي، لاسيما مروجي الأقراص المهلوسة، وأثنى على تعليمات المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، المشددة في إطار استراتيجية المديرية بمواصلة الحملات الأمنية بالإضافة إلى تكثيف أجهزة الأمن حملاتها الأمنية مع كافة الجهات المعنية خلال الفترة الأخيرة في مجال أعمال الإدارات، كما وصف مشروع قانون تأسيس “التنسيقية المغربية للشرطة المجتمعية”، فرصة لنشر ثقافة التعايش والتلاحم الانساني، وأن دورها في بناء علاقات قوية وراسخة مع مختلف أطياف المجتمع مهم،
وتتمثل أهداف الشرطة المجتمعية في تعزيز الثقة بين المجتمع وجهاز الشرطة وتحسين خدماته، إلى جانب رفـع روح المشاركة الفعالة بين الطرفين، ونشـر ثقافة التعايش والتسامح وبث الوعي المجتمعي لتكوين بيئة آمنة مستقرة في الأحياء السكنية.
وأكد أن الشرطة المجتمعية تعبر عن علاقة حضارية بين الشرطة والمجتمع المدني، يدعمها منهج ممارسة العمـل الشرطـي الاستباقـي، عبر التركيز على حل المشاكل والتعاون بيـن الشرطـة والمجتمـع.
وأوضح أن الشرطة المجتمعية تسعى إلى التواصل والتفاعل مع مختلف عناصر المجتمع ترسيخاً لمفهوم المشاركة بين الأمن وفئات المجتمع، وتذليل العقبات عبر الشراكة البناءة والسعي إلى تحقيق الأمن الاجتماعي والحد من الجريمة ومواجهتها بالبرامج التوعوية والتثقيفية…وتتألف الشرطة المجتمعية، من فاعلين جمعويين وإعلاميين وحقوقيين وساكنة الأحياء التي يطلق عليها “البؤر السوداء”، يشكلون صلة وثيقة بين الشرطة والمجتمع المحلي، وتنظيم حركة المرور أثناء خروج التلاميذ من المؤسسات العمومية ومساعدة ضحايا الحوادث وغيرهم ممن يحتاجون إلى الاسعافات الأولية..
ومن خلال هذا اللقاء واللقاءات الفائتة تبين أن مستوى الرضا العام للمغاربة عن أداء الأمن ل91 في المائة، وفقا لاستطلاع موقع “الأخبار المغربية”، وهو ارتفاع ملحوظ عن السنوات الماضية، وذلك راجع إلى النجاحات الأمنية التي حققتها مديرية مراقبة التراب الوطني، في ملاحقة الارهابيين والمجرمين، حيت تم ضبط عشرات من الخلايا الإرهابية، وإحباط العديد من المخططات التخريبية لاستهداف المملكة المغربية.