الأخبار المغربية
حدالسوالم – ”الهجوم أفضل وسيلة للدفاع” الارتكاز على اعتراف أوروبا بمغربية سبتة و مليلية السليبتين ليس كافيا، والواجب عدم ترك هذا الملف يطويهما النسيان فقط بسبب موقف الحزب الاشتراكي الإسباني من قضية الصحراء، فهو الآخر قابل للتغيير من طرف الأحزاب الأخرى اليمينية منها واليسارية، وربما سقوط الحزب الاشتراكي قد بدأ بعد نتيجة الانتخابات المحلية قبل أيام معدودة.
صحيح أن سبتة/مليلية مدينتان مغربيتان بحكم التاريخ والجغرافيا، وهذا أمر يعلمه الاتحاد الأوروبي، لكن للسياسة أحكامها، وفي يد المغرب أوراق رابحة، من بينها أن نظام الحكم الإسباني نظام ديموقراطي يسمح بحرية الرأي والفكر، إذن من الممكن تكوين أحزاب سياسية في المدينتين السليبتين، أحزاب تكون لها مطالب تروم مطالب المملكة المغربية.
للإشارة لم يكن رجوع (هونك كونغ) إلى الصين الشعبية نهاية مطاف في عودة الأراضي المحتلة إلى أوطانها لأن الأمر لايقاس بالمكاسب الفردية والاقتصادية ولكن بثوابت أهم وأكبر، وبالتالي فإن الرجوع إلى السيادة هو الأهم بينما يظل النظام الاقتصادي من الأمور التي تخضع للاجتهاد ونجاح المغرب في تشكيل نموذج تنموي غير مسبوق مغاربيا في الصحراء المغربية سيسهل الأمر خاصة مع وجود هذه الطفرة الصناعية والخدماتية في المغرب، وارتباط سبتة ومليلية به في عصب وجودهما الإقتصادي و السياسي.
إن كانت سبتة ومليلية مدينتان إسبانيتان بحسب مفهوم مفوضية الاتحاد الأوروبي فعليهم في المقابل الاعتراف رسميا بأن هضبة جبل طارق أراض بريطانية وعلى إسبانيا التخلي عن حق المطالبة باسترجاعها وهو مايرفضه الإسبان بكل أحزابهم وتياراتهم السياسية، أظن حان الوقت للتركيز على هاتين المدينتين وعدم الاقتناع بقرار حزب إسباني وحيد – الحزب الاشتراكي – باتخاذه قرار الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء في غياب تأييد الأحزاب السياسية الإسبانية الأخرى ليس ذلك فحسب فحتى حزب (البوديموس) اليساري المكون الآخر للائتلاف الحكومي الإسباني ضد القرار (…).
ديريكت – عندما تصبح الحدود المرسومة من طرف الإستعمار من ثوابت العمل السياسي والاستراتيجي عند من كان محتلا فلا يجب أن نتعجب كون الإستعمار نفسه يتشبت بمسروقاته الجغرافية، ويحاول بكل السبل ترسيم تلك السرقة بالشكل الذي يتوهم أنه سيضمن له البقاء هناك، سبتة ومليلية ومعها تطوان-طنجة-العرائش-الجديدة-الداخلة كلها مدن مغربية بحرية شهدت احتلالا صليبا متتابعا بعد سقوط الأندلس ساهمت فيه البرتغال وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا في سياق محاولة معلنة لكي لاتعود الدولة المغربية التي اقتحمت عمق أوروبا إلى عنفوانها المعهود، ولكن أغلب هذه المدن عاد إلى سيادة الوطن بفعل تضحيات المغاربة في معارك لازال إسمها يشكل رمزا مشرقا في التاريخ، وبقيت سبتة ومليلية في الأسر الإستعماري نتيجة لتكالب الدول الأوروبية على حمايتها من حملات الجهاد التي استهذفت تحريرها.