تقنين الحشيش في المغرب ومساوئ الفكرة…
عبدالمجيد مصلح
وسط الدخان الكثيف بإحدى مقاهي الأحياء الشعبية بمدينة الدارالبيضاء الكبرى، يتابع بعض الشباب طقوسهم لإعداد مخدر الحشيش المفضل لديهم، ورغم أن تدخين الحشيش غير قانوني في المملكة المغربية، إلا أن نسبة مصادفتك لمن يدخنه في أماكن مفتوحة أو في السيارات على جانب الطريق أو بعض المقاهي، كبيرة جداً، إذ لم يعد الحصول على الحشيش بالأمر الصعب على من يرغب، أما تدخينه فأصبحت عادة لدى كثير من الشباب، الذين ربما يفضلون أن يدخنوه في شقق مغلقة بعيداً عن احتمالية إزعاجهم من رجال الأمن، إلا أن الحشيش يبقى “مرحب به في أي مكان وأي زمان”، و طالما أن الحشيش موجود في المملكة بشكل غير شرعي فالشباب يرغبون بتقنينه بشكل شرعي، لأن تقنين الحشيش يريح المخزن ويريح الشباب أيضا، والسؤال هل يستطيع المخزن أن يقوم بإنجاز تحاليل مخبرية على الموظفين لمعرفة هل هم يدخنون الحشيش ويحتسون الخمر ويشربون الأقراص المهلوسة ويستهلكون الكوكايين؟ السؤال موجه لكل الإدارات العمومية…
في جميع الأحوال من يدخن الحشيش سيظل يدخنه، سواء قننوه أو لم يقننوه، ليست تلك هي المشكلة، حتى أماكن تدخينه لن تتغير، فهناك من يدخنه في السيارة ومن يدخنه في المقاهي والمنزل وحتى الجامعة يدخنون فيها الحشيش، بل وحتى الدوائر الأمنية والمستشفيات والمدارس.
تدخين الحشيش واستهلاك الكوكايين والأقراص المهلوسة (اللصقة) لم يكن أبداً مرتبطًاً بالأحياء الشعبية، بل ارتبط اسمه أيضاً بعدد من المشاهير، الذين يتم ضبطهم بين الفينة والأخرى وبحوزتهم الممنوعات، إلا أنه يتم تبرئتهم لعدم استكمال الأدلة أو بطلان إجراءات الضبط، كما حصل مع ابن مسؤول كبير عندما تم ضبطه مع أصدقاءه بشقة يستهلكون المخدرات الصلبة وبطريقة ما تم طي الملف (…).
تشكل المخدرات بأنواعها تهديداً حقيقيًا للسلم المجتمعي لكونها تشكل سبباً رئيسياً لحوادث الطرق في المملكة المغربية، كما تشير الاحصائيات، وزيادة في معدلات الجريمة، كما أن غياب الرقابة وتنظيم حملات مفاجأة للكشف عن المتعاطين من سائقي الشاحنات وسيارات الأجرة والحافلات ونقل المدينة أثناء القيادة يساهم في تنامي المتعاطين بين السائقين على الطرقات، ويبقى الحشيش مخدر مثله مثل كل تلك المخدرات، حتى مع كونه أقل ضرراً منهم، إلا أنه يتسبب في كوارث، سواء على صحة مدخنه أو على من حوله والمجتمع بأكمله.