ابن امسيك…أيام المركب التربوي الحسن الثاني للشباب تلتهمها مقهى سعيد هبال في ظل البطالة الجزء الأول
عبدالمجيد مصلح
تحول المركب التربوي الحسن الثاني للشباب (دار الشباب بنسودة سابقا) من فضاء للترفيه والتثقيف والرياضة وتنظيم الندوات للتعريف بالقضايا الوطنية، إلى ملاذ الشباب العاطل عن العمل هربا من الملل والخلافات الأسرية، وذلك منذ أن تم تنصيب سعيد هبال كمدير للمركب التربوي ثم مدير إقليمي، ولأن خيارات الشباب انعدمت أصبح المقهى الحل الوحيد المتوفر، ليتحول تاليا إلى مفصل من دائرة يوم الشباب المفرغة المتكررة (البيت/المقهى/التسكع)، في غياب مسؤول له دراية بالتسيير واحتواء شباب المنطقة، سعيد هبال كان حريص في كل تدخلاته القديمة كحقوقي ومناضل (زعما) أن يعرج لموضوع (منطق الغنيمة)، متناسيا أنه أول شخص يستفيد من غنيمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و مقهى السوسيو الرياضي بشارع الجولان ومقهى الأدبي للشباب والعروض التي يقيمها المركب بين الفينة والأخرى ويستفيد من تأسيس الجمعيات والمنظمات لأشخاص غرباء عن المنطقة ونتوفر على أدلة كثيرة واستغلال قاعة العروض بالأداء وتنظيم حفلات نهاية السنة الدراسية المنظمة من طرف المؤسسات التعليمية الخاصة بشراكة معه مباشرة كما نشير أن هناك مشاريع ممولة من مؤسسة محمد الخامس للتضامن والغريب أنه تم إعدامها رغم تدشينها من طرف عاهل البلاد الملك محمد السادس، هذا دون ذكر الموسيقى وإتلاف معداتها (الآلات الموسيقية) وإقبار مشروع الأمن الخاص و المعلوميات والمكتبة المغلقة دائما والمضحك أن المشاريع القائمة بالمركب في عهد المناضل والحقوقي سعيد هبال هي الأيروبيك وورشة الحلاقة التي تديرها زوجة مدير دار الشباب سباتة (الصديق خرشوف) والملاكمة ورياضة الكاراطي التابع لجمعية جيل البحث التي يرأسها العيسيوي واستغلال القاعة الكبرى للرياضة مناصفة مع جمعية التايكواندو ومشروع رياضي آخر استفاد من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وهو ملعب كرة السلة حيث استفادت الجمعية المحتضنة للمشروع ولازالت تبحث عن شركة ذات التكلفة المنخفضة قصد صباغة رقعة الملعب الخاص بكرة السلة، كل هذا يحصل في غياب الرقيب، لأن له علاقات مشبوهة ببعض المسؤولين استطاع أن يجد الحماية منه ومنهم ومنها، فمشهد اكتظاظ المقهى الدائم بالزبائن من نوع خاص، (لكماية وبريم النيبرو والشيشة)، شباب يترددون عليها (المقهى) وليس المركب التربوي، طيلة اليوم وخلال أوقات العمل، الأمر الذي يكشف ان غالبية روادها عاطلون عن العمل وليست لديهم فضاءات آمنة تقيهم شر المداهمات البوليسية، لأنها ببساطة مؤسسة عمومية وغير محروسة قادرة على استيعابهم وجذبهم باعتبار أوضاعهم المعيشية الصعبة.
مشهد الزبائن وهم يدخنون الحشيش والشيشة في المركب التربوي الحسن الثاني للشباب، شباب يستيقظ صباح كل يوم متكاسلا يحاول الحصول على بضعة دراهم من أحد أفراد أسرته، لينطلق فورا إلى مقهى سعيد هبال (المركب التربوي الحسن الثاني للشباب)، يجلس هناك وينتظر أصدقاءه ليمضوا الساعات يتحدثون فيها عن كل ما يتبادر لأذهانهم ويشتكي كل منهم همومه ومشاعره باليأس بسبب البطالة والفقر.
وتيرة حياة شباب منطقة ابن امسيك اليومية تكاد تتطابق مع أوضاع جل الشباب العاطل عن العمل ليس فقط في أحياء الحسنية وكالوجيرا وإفريقيا وجوادي والقصر البحر بل في جل أحياء ابن امسيك/سباتة/السالمية، ما جعل مشروع مقهى سعيد هبال من أكثر المشاريع الناجحة والمربحة.