لا توقظوا النار..إبراهيم كان أبي+رسالة من “الأخبار المغربية” إلى وزير الثقافة والشباب والتواصل محمد المهدي بنسعيد
رائعة أنس الدغيم عندي من الماء ما في الأرض من حطب لا توقدوا النار إبراهيم كان أبي
الأخبار المغربية
أبدأ رسالتي إلى محمد المهدي بنسعيد بقول حكيم للشاعر أنس الدغيم يقول في مطلع بدايته:”لاتوقظوا النار إبراهيم كان أبي عندي من الماء ما في الأرض من حطب لا توقدوا النار إبراهيم كان أبي لاتوقظوا الشمس خلوا الشمس نائمة ففيا أكثر ما فيها من اللهب”
وأكتفي بهذا لأعود إلى سيادة الوزير والذي في عهده اليوم تقوم قيامة المجلس الوطني للصحافة وقد لا تقعد طالما أن هناك من يريدها ألا تهدأ ولا تقعد وأنت تعلم من هم؟ولماذا يريدونها حربا ضد التصحيح ونحن أيضا نعلم لماذا يبغون أن يبقى هذا المجلس بلا قيادة حكيمة دخلت فيها الحسابات السياسية والتصفيات الشخصية بين الإخوة المخضرمين وبين الجدد الطامعين في وراثة يجرمها القانون وتنفيها الأعراف الإعلامية والغاية أسي الوزير أنت تعلمها جيدا ليست مقاعد وكراسي ولكنها خزائن المال التي عبث بها العابثون ولازالوا ويخشون أن ينقطع صنبور الاستفادة ولأجل هذا كلفوا من ينوب عنهم في قيادة حرب بالوكالة.
أسي الوزير إن مهمة تدبير الشأن الإعلامي بالمغرب قد تفوق مهام كل الوزارات لأنها مهمة يدخل في عناصرها صناعة تاريخ الأمة لأنها هي الشاهد على الحاكم والمحكوم وعلى الظالم والمظلوم وهي العين التي تراقب الفاسد وتقوي ظهر الحق وتقوم الإعوجاج متى انحنى أو مال، الشأن الإعلامي أسي الوزير إذا صلح في بلد قاد المجتمع إلى الأمام وإذا فسدت أعضاءه انهار وجاءه الموج من كل مكان، وهو الحال الذي نرى عليه المجلس الوطني للصحافة والذي نعتبره مرآتنا ولسان حال أوضاعنا، وإذا كنتم من داخل هذه الحكومة عينتم أو اخترتم ناطقا رسميا للحكومة ينقل للشعب قراراتكم ويشرح لنا خلاصات اجتماعاتكم وما شرعتم من قوانين، فإننا نعتبر هذا المجلس ناطقنا الإعلامي فلا تختاروا لنا من فقد الشرعية القانونية وفقد المصداقية ويبحث لنفسه عن كرسي للزعامة والعمامة فحكومتكم ووزارتكم تعرف اليوم أن الجسم الإعلامي انقسم إلى شيع وقبائل وغدا تصبح الساحة الإجتماعية حلبة للإقتتال برصاص الكتابات والتصفيات والانتقامات وحتما ستصلكم شرارات هذه الحرب ولربما تصابون بنيران صديقة وحتى لاتصبحوا طرفا في هذا التناحر كونوا وسطاء لجمع شمل هذا الجسد ولا نريدكم أن تلعبوا فيه دور المتفرج فهناك قانون يحكم الأمور ولوقف نزيف هذا الخلاف ارفعوا شعار المحاسبة فهنا يكمن سر العلبة السوداء التي يخفيها من له المصلحة في أن يبقى هذا المجلس كعكة عيد ميلاد هذه الهيئة التي هرمت داخل هذا المجلس واليوم تريد أن تسلم مفاتيحه للحاشية والعشيرة، وإذا كنا نعيش فترة حاسمة سيبدأ فيها العد العكسي لتصفية جيوب الفساد وقد انطلقت من بني ملال مرورا بالبرلمان فحتما ستصل إلى الرباط هناك حيث تتجمع القرارات ونحن ومن باب ما نحن مطوقون به من مسؤوليات صحفية سنبقى يقظين لما يجري داخل هذا المجلس الوطني الذي انتقلت اجتماعاته من مكاتب إدارية إلى مقاهي وصالات منازل فارهة حيث تطبخ طناجر ومعاهدات لكنا لن نسمح بأن نكون حطبا لنيران تحرق الجسم الإعلامي الوطني، وكما قال الشاعر أنس الدغيم:”لاتوقظوا النار ابراهيم كان أبي عندي من الماء ما في الأرض من حطب”.