ما هو العدد الحقيقي للمغاربة الذين تم اختطافهم من طرف ميليشيات البوليساريو؟
عبدالمجيد مصلح
عندما انتقل مصطفى بلكادر للعمل بمدينة طانطان لم يكن يعرف أنه يودع عائلته، الشاب الذي كان يحلم بغد مشرق، يعيد البسمة لأمه ووالده، سيما وأنه الابن الأكبر، كانت عائلته ترى فيه مخلصها من الفقر، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، بعد تعيينه أرصاديا بمدينة طانطان، كان شابا مثابرا بشهادة زملاءه، على إثرها تقلد منصب مهم في الدولة (مدير الأرصاد الجوية)، ومرت ثلاثين سنة لا يعرف أنه سيكون من مجهولي المصير الذين لا تعرف عائلتهم هل ابتلعتهم الأرض أم ما يزالون أحياء.
في بداية شتنبر 2004، لم تعد تسمع العائلة أي شيء عن مصطفى بلكادر الذي اختفى مع سيارة المصلحة M-ROUGE فجأة دون تحديد وجهته، ورغم الشكايات التي تم توجيهها للوكيل العام للملك بمحكمة طانطان ومراسلة وزارة الداخلية والمنطقة الأمنية والعمالة والمدير العام للأرصاد الجوية بالرباط، ورفع نداءات الاختفاء عبر كل وسائل الاعلام السمعي البصري، رحلة بحت دامت 14 سنة، معها فقدت والدة مصطفى بلكادر بصرها بكاء ثم ماتت وفي قلبها غصة، عائلته وزوجته وأبنائه أحسوا بيأس شديد في عدم إمكانية رؤية مصطفى الذي يتخيلون صورته الآن كيف هو شكله، ومنت نفسها أن تحتضنه، وما تزال تتمنى ذلك دون أن تعرف حقيقة اختفاء مدير مصلحة الأرصاد الجوية
وسيارة المصلحة ومنذ ذلك التاريخ يضيف بوشعيب بلكادر، ونحن نراسل الإدارات العمومية، منها الديوان الملكي، ديوان الوزير الأول، وزارة العدل، الجمعيات الحقوقية، كل سنة نفعل ذلك ولم نفقد الأمل، رغم شعورهم بأن الغدارة المغربية تتقاذفهم دون أن يُنصفهم أحد، معنويا، ما تزال عائلة بلكادر تطالب الدولة المغربية تقديم تفسير لاختفاء موظف الدولة مصطفى بلكادر.
وللحديث بقية