رسالة إلى السيدة خديجة بنشويخ عامل عمالة مقاطعات ابن امسيك
الأخبار المغربية
منذ تنصيب العامل خديجة بنشويخ على عمالة مقاطعات ابن امسيك، سنة 2015، وذلك من أجل تحمل المسؤولية لرعاية شؤون المواطنين، بمختلف شرائحهم، وإخراجها من غياهب النسيان والتهميش والإقصاء، فإن الأمور بقيت على حالها، كما يذهب إلى ذلك العديد من المتتبعين للشأن المحلي لمنطقة BH، بنشويخ عامل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لم تُتّخَذ إلا بعض الإجراءات التي لم تقنع الساكنة، الذين ملّوا من الوعود الكاذبة ومن اغتناء مجموعة من السياسيين على حساب معاناة العديد من السكان المحرومين من أبسط متطلبات الحياة الكريمة.
ابن امسيك، منطقة تقع في العاصمة الاقتصادية -الدارالبيضاء الكبرى-، رغم ذلك لم تستطع أن تساير قاطرة التنمية المستدامة على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية، فغياب مصانع ومعامل، كان سببا في تفشّي البطالة داخل صفوف شبابها، الذين أصبحوا يلجؤون إلى أشكال أخرى من الاحتجاج لإيصال أصواتهم إلى الجهات المسؤولة، للتدخل لفك العزلة و(الحكرة) الاقتصادية عن شباب المنطقة، ولمحاكمة ناهبي المال العام، حيث لم تخرج الوقفات والمسيرات الاحتجاجية عن نظيرتها في باقي المدن المغربية، للمطالبة بالعيش الكريم لساكنتها، التي ملّت من التهميش والنسيان واغتناء المنتخَبين والسياسيين والموظفين على حساب مشاكلهم اليومية وللمطالبة بمحاربة الفساد والمفسدين، والعمل على ترسيخ الديمقراطية الحقة والحق في الشغل والصحة والسكن اللائق والبيئة السليمة والعيش الكريم ومحاكمة ناهبي المال العام، من أجل غد أفضل والكف عن سياسة الإقصاء الممنهج ضد أبناء تراب مقاطعات ابن امسيك، والقطع مع سياسة الترهيب والقمع.
لقد أجمعت مجموعة من التصريحات لساكنة، ابن امسيك/سباتة/السالمية، أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تفاقمت وزادت عن حدها مقارنة بعمالات الدارالبيضاء المجاورة مع تسجيلهم أنه على مستوى المنطقة المتأخمة لمولاي رشيد والفداء مرس السلطان وعين الشق ومديونة، تمت مراكمة سنين من التهميش والإقصاء، أدخلتها في متاهات أمراض اجتماعية ما فتئت تتناسل بشكل مخيف، من بينها الفقر والأمية والبطالة وأطفال الشوارع والفساد الإداري والسياسي والدعارة في صفوف القاصرات والاعتداء على المارة وسياسة فرق تسد، مع استمرار الأعيان وذوي النفوذ في شد الخناق على المنطقة، باستنزاف خيراتها ونهب أراضيها، ومحاصرة وعرقلة أي تأهيل للمنطقة، مبرزين أن تزوير إرادة المواطنين وإفساد العملية السياسية بتوظيف أموال مشبوهة وفبركة المجالس التي استمرت في نهبها للمال العام وتوزيع الغنائم من صفقات وبقع وتجزئات سكنية زاد الطين بلة وأزّم الوضعية الاجتماعية والاقتصادية لغالبية السكان، المغلوبين على أمرهم، إضافة إلى انعدام الحد الأدنى من الخدمات الاجتماعية، منها قطاع الصحة، حيث يحرم المواطنون من أبسط الخدمات، ناهيك عن وضعية التعليم، المزرية، من اكتظاظ وتدهور المرافق وانعدامها في أغلب المؤسسات والبنايات وبُعد المؤسسات التعليمية عن التلاميذ وغياب خزانات كبرى في المستوى المطلوب، تقي الشباب من خطر الإدمان على المخدرات والكحول، والفتيات من خطر الدعارة المقنَّنة والهدر المدرسي والانقطاع المبكِّر عن الدراسة وضعف الموارد البشرية والتوزيع العشوائي للمؤسسات التعليمية.
وقد سُجِّلت التصريحات ذاتها من طرف العديد من الفعاليات الجمعوية والحقوقية و المتتبعين للشأن المحلي ضعف البنية التحتية من طرق وقنوات الصرف الصحي والتزود بالماء والكهرباء ووسائل الترفيه، مع غياب أي سياسة أو رؤية في التعاطي مع معضلة البطالة، سواء بطالة السواعد أو بطالة الشواهد، حيث الاستغلال والاضطهاد، فضلا على ضرب الحريات الجمعوية والإعلامية، وكما قد أكدت نفس التصريحات على مواجهة هذه الوضعية الاقتصادية والاجتماعية المزرية في المنطقة ودعوة كل الإطارات الجادة في المنطقة، سياسية ومدنية، للالتفاف حول مصالح الساكنة بالانخراط الفعلي والدعم اللامشروط من أجل حقوقها ومطالبها، التي حان وقت تحقيقها على أرض الواقع، مع تحميل المسؤولية لمجموعة من الموظفين والسياسيين والمنتخبين ورؤساء الجمعيات المحلية والقادمة من مناطق أخرى الذين عاثوا فسادا في المنطقة ولم يقدم العديد منهم أي شيء يذكر خلال مسيرتهم العملية والسياسية سوى تزايد الصراعات السياسية والتي تكون لها مصالح ذاتية بعيدة كل البعد عن المصالح العامة لساكنة BH.
السيدة العامل،
لقد أصبح الوضع الأمني في تراب عمالة مقاطعات ابن امسيك، يثير جدلا وقلقا واسعين داخل الأوساط المحلية، التي ما فتئت تنادي بإجراء تغييرات جذرية في جهاز الأمن في المنطقة، باعتبار أنها أصبحت تعرف مجموعة من الظواهر غير الأخلاقية، من تعدد الجرائم وتفشّي السرقات، بجميع أنواعها، في واضحة النهار وفي ظلمة الليل، إضافة إلى تفاقم الدعارة المقننة في صفوف القاصرات وغيرهن..ورغم تلك الحملات التمشيطية التي تقوم بها العناصر الأمنية، فإنها لم تُلبِّ حاجيات الساكنة، الذين يريدون أن يعيشوا في أمن وأمان، رغم الظروف والمشاكل التي تعرفها المنطقة ورغم تزايد الطبقية والفقر والمحسوبية وهدر المال العام واغتناء البعض على حساب الآخرين بطرق ملتوية.
وقد سبق لمجموعة من الجمعيات أن أكدوا في أحد بياناتهم حول الوضع الأمني في المنطقة، أن هذه الأخيرة “تعيش على كف عفريت” وأن كل ما يجري فيها هنا وهناك لا يبعث إلا على مزيد من الخوف والقلق، ولا شيء يجعلك تتفاءل بمستقبل أفضل في منطقة ابن امسيك، ونحن نسمع كل يوم عن جرائم ترتكب فيها من قبيل اعتراض سبيل المارة، التهديد بالسلاح الأبيض، السرقة، الاختطاف والاغتصاب، إلى غير ذلك من الجرائم التي يمكن أن نقول عنها إنها وحشية ولا تمت بصلة إلى ما هو إنساني، وتُرتكَب أمام مرأى ومسمع المسؤولين الأمنيين، آخرها خروج ملثمين إلى الشارع العام وبالضبط بالقرب من المؤسسة التعليمية بوشعيب الدكالي بشارع الجولان غير بعيد عن المنطقة الأمنية ابن امسيك، وقد سبق لنا رفع تقرير حول ما تعيشه هذه المنطقة، وعوض أن تتدخل المنطقة الأمنية بسرعة لمعالجة موضوع الشكايات التي تقاطرت كالفطر والاتصال بسيارة الاسعاف لتقديم المساعدة للجرحى بدئ المسؤول الأمني باختلاق أفكار وخطط غير صائبة وعراقيل ملغومة وتوجيههم إلى الدائرة الأمنية 22 التي أصلا تحتضر، لمعلوماتك، فعوض أن رئيس الدائرة الأمنية 22 يقوم بزيارة لمؤسسة بوشعيب الدكالي للاطمئنان على المتمدرسين ومساعدة مدير المؤسسة وجمعية الآباء على استتباب الأمن وتوفير خط هاتفي للحالات المستعجلة والقيام بزيارات متكررة..لكنه وللأسف عندما قام بزيارة لهذه المؤسسة كان ذلك من أجل مصلحة تخص بعض أصدقاءه، ولماذا لم يعمل بالمقولة المشهورة؟ (حجة وزيارة) يطمئن على أمن المؤسسة وأمن المتمدرسين ثم يقدم طلب للمساعدة في توفير مكان أو تغيير القسم أو ما إلى ذلك (الحصول ساكنة الحسنية وكالوجيرا وجوادي وقصر البحر والحفرة بالخصوص مستاءين من الدائرة الأمنية 22)..
السيدة العامل،
أحياء الحفرة والحسنية غدت مرتعا خصبا لكل أنواع الجريمة، بما فيها المنظمة والمقننة والتي يكون وراءها أشخاص همُّهم الوحيد هو جمع الأموال، كما أكدت عدد من فعاليات المجتمع المدني أن ما يجري من أحداث في هذه المنطقة لا يمكن أن يُطلَق عليه إلا مصطلح “انفلات أمني وفوضى”، ويمكن إرجاع ذلك إلى أسباب متنوعة وإلى جهات عدة، فهو وليد مشاكل داخلية أو انقسامات بين المسؤولين، الذين لا شغل لهم سوى التربص بالمواطنين الأبرياء والسهر على “أمن” جيوبهم قبل أمن المواطنين، حسب تعبيرهم.
السيدة العامل،
منطقة ابن امسيك تعاني من مشاكل كثيرة لا حصر لها وكل أؤلئك الذين استفادوا من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمشاريع المبرمجة في إطارها أسماء معروفة على الساحة وبمساعدة X استطاعوا أن يستفيدوا من كل شيء وأي شيء في غياب رقابة محاسباتية..وطريقتهم في الاستفادة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، سهلة وسلسة (هيكلة مشاريع ثم إعادة هيكلتها)..فمن هو المستفيد من هذه العملية؟
السيدة العامل خديجة بنشويخ، إن الدور المحوري الذي يلعبه رجال السلطة في تدبير الإدارة الترابية وخدمة المواطن، هو ضرورة الإنصات لحاجيات المواطنين، والاستجابة الفورية لهم وحل مشاكلهم، تعيينك في هذا النصب يعتبر تشريفا وتكليفا في الوقت ذاته، خاصة في ظل ربط المسؤولية بالمحاسبة التي ما فتئ ملك البلاد يحثّ عليها، رجال السلطة محطّ تقييم وتتبع ومراقبة ومحاسبة من طرف المجتمع المدني والساكنة والمنتخبين والبرلمانيين والسياسيين، ومن خلال انطباعات الساكنة حول مدى أداء مهامهم أيضا، ومن المفروض على رجال السلطة المساهمة في أمن المواطنين، من خلال التفاعل مع المصالح الأمنية والمجتمع المدني والتعاون مع المنتخبين وتجاوز مختلف المناوشات، وعدم غض الطرف عن كلّ الممارسات التي تمس أمن السكان كيفما كان حجمها، والتعاون مع المجتمع المدني الجاد وفق مايخدم الصالح العام، وكذا التنسيق مع رجال الأمن والعمل على مكافحة الجريمة، وأيضا العمل على تشجيح الاستثمار وتدليل العقبات أمام المستثمرين .
والتعامل بالجدية المطلوبة مع مشاكل السكان، خاصة بالدواوير، عبر انتقال المصالح المختصة إلى السكان عوض العكس، ونحن بدورنا سنمدّ يد العون لرجال السلطة، والتعاون معهم على خدمة المواطنين في إطار القانون.
سؤال…هل ستقفين في وجه المتلاعبين بالشأن المحلي، والقيام بتشخيص استراتيجي تشاركي تتمكنين من خلاله على الوقوف على مكامن نقط قوة الضعف ونقط القوة؟ .