الأخبار المغربية
وأخيرا تحل لجنة تحقيق من وزارة الخارجية إلى مدينة “أونفيرس” لتقصي حقائق واختلالات سبق لنا النبش فيها وتتعلق بالمقر القنصلي الجديد الذي تم شراءه بثمن يفوق الخيال وانضافت فواتير سمينة لعمليات الترميم أو كما أسموها التعديلات حسب أقسام الخدمات القنصلية، عمليات تدخل فيها السماسرة ومن معهم من العشيرة والقبيلة، وصلت اللجنة على حسب علمنا ووجدت ثمة خروقات يحاول بعض الموظفين طمسها ودفنها وانضافت إليها شكايات أخرى تتعلق بالوساطة والمحسوبية والعنصرية القبلية كما يقولون “إلى كنتي ريفي حوايجك مقضية حيث القنصل من عندنا” وحتى كتابة هذه الأسطر فإن اللجنة وجدت حفنة كبيرة من التجاوزات ورجال بوريطة مطوقون اليوم بنقل الملف إلى قسم التحقيق بالوزارة وعليهم أن يكونوا صادقين فيما أتوا من أجله لأن المتابعين من مغاربة “أونفيرس” يعلمون كل ما يجري بكواليس القنصلية بما في ذلك علاقة موظف قنصلي تابع للعدل وعلاقته مع مكتب الخدمات المسمى “أرابيكا” هذا المكتب المجاور للقنصلية والذي يلعب دورا كبيرا في إعداد مواعيد المواطنين وتحضير ملفاتهم وأشياء أخرى سيأتي الحديث عنها لاحقا!
والغريب هو أن زبائن هذا المكتب التجاري أصبحت أساسية بل أكثر من العمل القنصلي ودورها أضحى جزءا حتميا لكل مواطن إذ عليك المرور من “أرابيكا” (إلى بغيتي تقضي حوايجك) وهذا خطير للغاية زد على ذلك فهناك موظف تابع للعدل لايفارق هذا المحل التجاري لأن له فيه مآرب أخرى وسنعلن قريبا عن سيناريو العلاقات التي تجمعهما، لكن السؤال المحير هو لماذا لايتحرك القنصل العام لوقف هذا العبث وتغيير سلوكات أصبحت تشكل قلقا لدى المواطنين ب”أونفيرس”؟ وإلى ذلك الحين ستبقى عين السلطة الرابعة يقظة مادامت عين القنصلية نائمة إما تهاونا أو سهوا وإما لأشياء أخرى سيكشفها زمن البوح.