محاولات أمريكية لاختراق المغرب بواسطة المنظمات السرية والأحزاب والشباب (ذكور وإناث)
الأخبار المغربية/ عبدالمجيد مصلح
منذ الإطاحة بنظام صدام حسين (رحمه الله) تعمل الولايات المتحدة الأمريكية، على محاولة إن لم نقل اخترقت المملكة المغربية، أمنيا واستخباراتيا وذلك عن طريق استعمال القنوات الاجتماعية وتدريس اللغة الانجليزية وتنظيم لقاءات وحفلات بدار أمريكا، بمساعدة القنصلية الأمريكية في الدارالبيضاء، التي تعد من أهم القنصليات المتواجدة بإفريقيا، تضم عملاء فيدراليين ومخابرات عسكرية ومخابرات CIA وبمساعدة مخابرات البعثات الدبلوماسية الإفريقية والعربية والأوروبية تحصل الدبلوماسية الأمريكية على معلومات يومية عن أي شيء مغربي مغربي، وأي معلومة بالنسبة لهم مهمة لا يهم نوعها أو بساطتها المهم تكون شروط المعلومة متوفرة، مخابرات أمريكا في المغرب تتوفر على حسابات فايسبوكية تقدر بأكثر من 20000 حساب بأسماء وصور مستعارة بل استطاعوا اختراق الواتساب وكل وسائل التواصل الاجتماعي، وخصصت الولايات المتحدة الأمريكية لهذا المشروع الاستخباراتي الرفيع والمهم بالنسبة لهم، ميزانية سنوية تجاوزت 10 مليار دولار موجهة للأجهزة والمتعاونين (الجواسيس)، لكي تتمكن من ممارسة عملها ونشاطاتها الممتدة في الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا والسنغال ومالي وتشاد، من المملكة المغربية، لكن اللافت هو أن المغرب لا يعترف باختراق المخابرات الأمريكية للأجهزة والأحزاب والتنظيمات السرية الأمازيغية والعدل والإحسان والمثليين ورجال المال والأعمال والمسؤولين الكبار في الدولة، وقيامها بتنظيم رحلات من وإلى أمريكا تكون في إطار التعاون بين البلدين (…) وتبادل الخبرات وقد استفادة من هذه السفريات جماعة العدل والإحسان وحزب العدالة والتنمية والمنظمات السرية الأمازيغية المسيحية/اليهودية واليهود المغاربة واللائحة طويلة، بل كلما تم تنظيم حفل بالقنصلية الأمريكية بالدارالبيضاء تجد أعضاء حزب العدالة والتنمية في الصفوف الأولى، ولأنهم اعتادوا على مثل هذه اللقاءات تجدهم يتحركون بكل أريحية وكأنهم موظفون بالقنصلية، فهل انتبهت المخابرات المغربية لتحركات الجواسيس المغاربة داخل التراب الوطني وسفرياتهم المتكررة لأمريكا فرادا وجماعات، أم أن الخوف يتملك المسؤولين من كتابة تقارير حول البعثة الدبلوماسية الأمريكية وما تقوم به والحرية التي تتمتع بها في تنظيم لقاءات واجتماعات سرية بدون حسيب ولا رقيب..
الولايات المتحدة الأمريكية، زادت من حجم الأموال المخصصة لوكالة المخابرات الأمريكية من أجل التجسس على المغرب، لمحاولة فهم العلاقة بينه وبين دول الخليج وفرنسا وإسبانيا والصين وألمانيا وإفريقيا، وكأن المغرب يمثل خطرا مباشرا على تواجدها ونفوذها الجيوستراتيجي في إفريقيا والشرق الأوسط والمحيط الأطلسي والبحر المتوسط، مع ان المغرب لم يسبق أن أخذ مواقف تناقض فيه بصريح العبارة المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية، وتبقى الحرب على الإرهاب والتعاون المشترك مجرد وسيلة لفرض شروطها وإملاءاتها، رغم أن المغرب برهن على أنه يمتلك أجهزة مخابراتية عالية المستوى وقدموا معلومات مهمة للأوروبيين والأمريكيين، هذه السياسة القوية أمنيا ودبلوماسيا لم تستسغها السلطات الأمريكية.
وتبقى قاعدة التجسس أفريكوم في المغرب، الذي تتحكم فيه وتديره الولايات المتحدة الأمريكية، جعل المغرب الوجهة المُفضلة لعديد من أجهزة المخابرات والتجسس الأمريكية ومنها أجهزة DIA-CIA-MSA-AMERO-ANGELO- FBI وأجهزة دبلوماسية الظلِّ الأمريكية السرية، وكأن هؤلاء ينشطون فوق الأراضي الأمريكية، ومحاولتهم فرض ضغوطات على السُّلطات العليا لدَّولة تحت إطار التعاون الأمريكي المغربي لمحاربة الإرهاب الذي هو بالتأكيد صناعة وفكر غربي أمريكي بامتياز، حيت تم عقد عدَّة لقاءات بهذا الخصوص، كان أهمها اجتماع المبادرة المغربية – الأمريكية حول الإرهاب الداخلي، المخصص لوضع اللمسات الأخيرة على وثيقة الممارسات الجيدة للرباط – واشنطن حول الوقاية والكشف والتدخل والتصدي للإرهاب الداخلي (…)، هذه المبادرة، التي تم إطلاقها تحت إشراف المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي يترأسه المغرب وهولندا منذ سنة 2016، ويتكون من 30 عضوا بالإضافة إلى دول ومنظمات شريكة، من ضمنها الأمم المتحدة، ويجتمع المنتدى بشكل منتظم بمشاركة صناع القرار وخبراء في مجال الإرهاب، كما سيتم تنظيم لقاء مماثل شهر شتنبر 2018 بمدينة نيويورك، من أجل تعزيز قدرات دول غرب وشرق إفريقيا.
تنظيم مثل هذه اللقاءات بإشراف من الخبراء الأمريكيين تحت ذرائع واهية (محاربة الإرهاب)، الهدف منه طمأنة الجانب المغربي بأن هذه اللقاءات تخدم مصالحه وتنمي قدرات الأجهزة المخابراتية العاملة في ميدان الأمن القومي، وحتى لا تضع الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المغربية، في عين العاصفة تزيد المملكة من صلاحيات وحجم نشاط أمريكا الاستخباراتي، رغم الآثار السلبية التي تكمن في اختراق المغرب أمنيا ومعرفة أدق الأسرار العسكرية عن منظومة الأمن القومي المغربي وحجم التسليح والعتاد المتواجد في القواعد العسكرية المنتشرة عبر تراب المملكة، سياسة اليد الممدودة قد تكون عواقبها وخيمة ومروعة جدا، وأي تعاون أو معدات ستقدمها الولايات المتحدة الأمريكية للمغرب لن تكون إلا حصان طروادة لاختراقه (أمنيا) ولكن لا حياة لمن تنادي..
فواشنطن تستطيع بواسطة الأقمار الصناعية وأنظمة التحكم والرصد التي زرعتها في تلك المعدات العسكرية تعطيلها في الوقت المناسب وهذا ما حدث فعلا مع مجموعة من الدول العربية والافريقية التي كانت تظن أن أمريكا حليف استراتيجي، ولكم في نظام صدام حسين وحسني مبارك وزين العابدين بنعلي وعبدالله صالح ومعمر القذافي خير دليل، لقد خذلت امريكا هذه الأنظمة، وهم يحاولون تطبيق نفس السيناريو، فهل ستتمكن الأجهزة من مكافحة التجسس الخارجي وتكنولوجيا المعلومات؟
السياسة الأمريكية تجاه المملكة المغربية، تظهر الود في ظاهر الأمر وخاصة من الناحية الدبلوماسية والثقافية والاقتصادية ولكنها تبطن جحيم في باطنها، إذ مخطط تقسيم المغرب إلى دويلات متصارعة أصبح جلياً ومعلناً، وأكيد كل هذه المحاولات لن تنجح في النهاية إذا كانت (…) مختلف الأجهزة المخابراتية المدنية والعسكرية على علم بالمخططات الأمريكية تجاه أول دولة مسلمة اعترفت بأمريكا، والغريب أن الأحزاب السياسية وقياداتها والمجتمع المدني الذي يستفيد من كعكة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والهبات الدبلوماسية، لم يحاولوا لعب الدور المنوط بهم لإحباط المحاولات الأمريكية، لتطويقنا أمنيا، وإحداث قلاقل واضطرابات أمنية في الداخل لتتدخل من خلالها في شؤوننا، وتنفذ ما تريده معتمدة على عملائها العاملين بكل أريحية في المغرب الذي سيبقى محل استهداف دائم ما دام أنه ثابت على مواقفه من القضايا العربية والدَّولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.