الأخبار المغربية
رحم الله عميد اللغة العربية وأستاذ الأجيال التي أنجبت لنا رجالات المغرب عمالقة الأدب والعلوم والطب والرياضيات منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، وعودة لأديبنا ومعلمنا الأول أحمد بوكماخ حاولنا أن نُبحر في مطالعاته التي درسناها في الابتدائي يوم كانت الدراسة بحرا، جامعا وكان المعلم هرما مهاب الجانب، تصفحنا قطعه نوستالجيا ووجدنا قطعة جميلة عنوانها “نهرو في غابة القرود” وأنصح كل نهرو بمراجعة هذه القطعة الجميلة ويتأمل في صورة القطعة، وأنصح أيضا كل نهرو بالبحث عنها في مكتبات الحي المحمدي ودرب مولاي الشريف وابن امسيك سيدي عثمان، أو ليعد إلى صفحات (غوغل) فسيجدها دون تعب
حديث شيق سقناه اليوم من أجل الرد على تدوينة كتبها نهرو الذي لا يعرفه أحمد بوكماخ قال فيها يا سادة وأمر وأن الأمر لله، بل طالب – على حد كتابة نهرو – إدارة الأمن الوطني بتوضيح فحوى شريط فيديو يوثق لصحفي صرح علنا أنه يساهم في دعم منظومة الأمن بمساعدته لرجال الأمن، ويضيف الصحفي على أنه يفتخر بعمله هذا طالما أن الأمر يتعلق بمحاربة عناصر الفساد والتبليغ عنهم جهرا وليس سرا ويؤكد في ذلك أن هذا واجب وطني إذا كنا نسعى لتكون دولتنا دولة أمن وأمان، لكن نهرو لم يستسغ كلام الصحفي واعتبره مخبرا، يا للبلادة يا نهرو أن تفضح لصا أو إرهابيا أو نصابا أو ظالما فأنت مخبرا (سير قرا سوارك) وعاود دروسك في التربية الوطنية حشمتي تقول للناس أنك عدو البلد وأمن البلد في الحقيقة أنت من يجب أن يستمع لك المخزن يا نهرو لأننا تعلمنا من المغاربة القدماء الشرفاء أولاد الحلال أن الواجب الوطني ليس هو الوقوف أمام المحاكم وطعن القضاء في هيبته، والواجب الوطني ليس هو أن تكتري ميكرو الأسواق لتنبح به في الشارع العمومي لتصدر أحكاما صماء على قضاة وتشوه صورة المؤسسات الوطنية لتعطي لأعداء المغرب صورة مقيتة “أنت ماخليتي لتبون ما يقول” وحينما تقصف القضاء بنعوت ساقطة ما الفرق بينك وبين الإنفصاليين الذين يطعنون في ملكيتنا الشريفة، ما قلته أمام المحكمة يشبه ما قاله الأعداء في تظاهرات الحراك بهولندا وبلجيكا وجهان لعملة واحدة، وما قلناه علنا أننا خدام الدولة ومواطنوها الأحرار الشجعان وفاضحو الفاسدين أينما كانوا وارتحلوا هو عين العقل يا فاقد العقل وراجع مرة أخرى دروس التربية الوطنية واسأل نفسك ما هو دورك في هذا البلد وماذا قدمت له من خدمة وكم أعطيته من تضحيات، وضع نفسك في ميزان الواجب فسترى أنك فعلا برميل فارغ كلما حركته أعطى ضجيجا يصم الآدان.
مستوى باكالوريا أدبي 1986