المحاماة حصن الحريات…و لن تموت الحريات كلها مادامت المحاماة قائمة

الأخبار المغربية
المحامي الشريف يلبس الثوب الأسود لكي يحمي بها حريات المواطنين وشرفهم وأمنهم من الاضطهاد والظلم، فمن من مصلحة النقابة أن تحفظ كرامة واحترام المواطن (الزبون) وأن تحميه من أية محاولة للاعتداء عليه من طرف المحامي التابع لها، وأن يكون المحامي تابع لضميره وللقانون، وهذا لن يتحقق إلا في ظل محامي حر مستقل يملك زمام أمره ولديه من الشجاعة ما يمكنه من إبداء رأيه بصرامة متناهية ومن مصلحة نقابة المحامين أن تحترم المحامي الذي خرج على تقاليد المهنة وأعرافها حتى يستطيع أن يؤدي دوره في خدمة وحماية مصالحه مع المواطن، من تجاوزات السلطة القضائية، ومن إلتفاف البعض حول قواعدها، ومن واجبات المحامي ومقتضيات استقلاله أن لا يكون صدى لمقترحات موكله، وألا يشير عليه بعمل يشوبه الغش أو يؤكد له أمرا وهو يعلم أنه غير صحيح أو ينفي له أمرا وهو غير عالم بحقيقته وأن يمتنع عن كل ما من شأنه تعويق العدالة كما أن عليه وهو يدافع عن موكله أن ينأى عن الاجراءات الكيدية ضد خصمه (دالي نموذج) وأن يلتزم جانب الاعتدال في مناقشة زميله وأن يؤمن أنه وزميله صنوان يجمعهما رحم المحاماة الرحيم يتشحان برداء المحاماة الأسود المجرد من الزخرف دلالة مقصودة على البساطة وتأكيدا على المساواة وتوحيدا لمظهر المحامين في مجال عملهم، فلا هو محلي بجوهر يكشف عن ثراء صاحبه ولا هو مميز بعلامة تنبئ عن صفة غير صفة المحاماة.
إن المحاماة فن رفيع ، والمحامي لا يستطيع أن يملك زمام هذا الفن إلا بالمثابرة على البحث والدراسة المعمقة، والثقافة، ومن أهم صفات المحامي اللازمة لنجاحه وهي وليدة المداومة على الإطلاع والدراسة في شتى فروع المعرفة والإحاطة بكل التطورات والمتغيرات حتى بما يظنه المحامي منها ومنبت الصلة بطبيعة عمله لأنه ما من نشاط إنساني إلا هو قابل للخلاف والاختلاف ومن ثم يحتاج للأفكار، أتمنى لكل محامي نزيه أن يعتز بانتمائه لهذه المهنة ذات الرسالة السامية و الأهداف النبيلة باعتباركم مساهمين فعليين في تحقيق أنبل مقصد للأمة و هو تحقيق العدالة و تعميمها بين الناس إيمانا منا بأن رسالة المحاماة عريقة عراقة القضاء و تليدة أسوة بالحق وتتناغم في ممارستها إحقاق الحق وأداء الواجب و تشيد صرح العدل على أسس متينة كما أن المحاماة هي أبدا حصن الحريات، فإذا كان يستحيل بناء مجتمع ديمقراطي حداثي بدون عدالة حقيقية والتي قد تجاوزت دورها التقليدي في الوقت الراهن وأصبحت أداة تنمية اقتصادية، فإنه لا يتصور وجود عدالة بدون محاماة باعتبارها قطب الرحى وشريك أساسي لها في إقامة العدل.

قد يعجبك ايضا
Loading...